نيتنياهو يرشّح ترامب لجائزة نوبل للسلام: حين يصبح الإجرام معيارًا للسلام!

بقلم: علي أمين
في سابقة لم تعد صادمة في هذا الكوكب المقلوب، قرر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نيتنياهو – المطلوب للعدالة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب – أن يُرشّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام. نعم، نوبل… للسلام، لا للدمار، ولا للإبادة الجماعية، بل للسلام!
هذه ليست مزحة. مجرم حرب يرشّح راعي الإجرام. نيتنياهو الذي قاد حربًا دموية لا تزال آثارها جاثمة على أجساد أطفال غزة، رأى في ترامب نموذجًا للسلام. ربما لأنه الرئيس الذي زوّده بالسلاح، والغطاء السياسي، والفيتو المقدس في مجلس الأمن، في وجه كل محاولة لوقف المجازر بحق الفلسطينيين.
“نوبل للسلام”؟ على أيّ سِلم؟
ترامب لم يقدّم خطة سلام، بل خطة تصفية للقضية الفلسطينية. لم يُوقف حربًا، بل دعّمها. لم يُرسل الأدوية، بل الذخائر. وإذا كانت نوبل تُمنح اليوم على أساس من قتل أكثر، وأحرق أكثر، وساهم في تهجير شعوب بأكملها، فبالفعل يستحقها… عن جدارة.
إجرام بنكهة السلام
العالم اليوم يشهد مهزلة تاريخية: جائزة السلام تُوزّع بأيدي من تلطخت بالدم. نيتنياهو يرشّح ترامب كما لو أنه يرشّح صاروخ “F16” لجائزة الإبداع، أو قنابل الفوسفور لجائزة الإنسانية.
في النهاية…
لا عجب أن يرشّح نيتنياهو ترامب، فهو يرشّحه لأنه يحميه. يحميه من محكمة الجنايات الدولية، من العدالة، من الملاحقة القانونية، من أن يقف يومًا في قفص الاتهام كقاتل جماعي.
فليطمئن العالم “الحر” إذًا…
السلام صار يُقاس بعدد الجثث، والإنسانية تُقاس بعدد الفيتوهات.
مرحبًا بكم في كوكب الأرض… حيث يُمنح القتلة أوسمة السلام، ويُقتل الأطفال بصمت العالم المتمدّن.