ماذا تعرف عن القاتل الأعمى الإسرائيلي الموجه لإبادة غزة؟

نشرت صحيفة الغارديان، في السادس من أغسطس/آب 2025، مقالًا تشير فيه إلى تورط مزود الخدمات السحابية (Azure) التابع لعملاق الحوسبة الأميركي مايكروسوفت مع الوحدة 8200 التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في تخزين الملايين من المكالمات المسجلة لساكني قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل الحرب.

وقد أشار التقرير إلى أن هذه المكالمات هي جزء من عملية مراقبة معلوماتية نفذها جيش الاحتلال باعتبار أن جميع قاطني منطقة غزة ما هم إلا تهديد محتمل وعناصر مشتبه فيهم.

يتفق المقال مع ما توارد سابقًا من أن جيش الاحتلال يستخدم مجموعة من برمجيات الذكاء الاصطناعي التي تم تصميمها لمهام عسكرية خاصة، ليؤكد بأن عملية تصميم نظام ذكاء اصطناعي وتزويده بالبيانات كان قد تم الترتيب لها لربما منذ 2021.

وكان قد أنشأ جيش الاحتلال ثلاثية الموت، وهي عبارة عن ثلاثة أنظمة ذكاء اصطناعي تتمثل في نظام لافندر (Lavender) وهو نظام توصية وتصنيف لسكان القطاع، ونظام أين أبي (where’s Dady) وهو نظام تتبع ورصد وتصنيف للإشارات، ونظام الإنجيل (the Gospel) وهو مثل نظام اللافندر ولكن للمنشآت وليس للأفراد؛ لتتشكل بذلك بيئة محوسبة تمت أتمتتها باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات واستخراج النتائج واتخاذ القرار بضربات جوية مع أقل نسبة إشراف من العامل البشري.

يقودنا ما سبق إلى سؤال أهم: كم عدد القتلى المدنيين الذي اقترحته هذه البرمجيات مع بدء العملية الحربية ضد المدنيين؟

عند التعمق نجد أن “اللافندر” قد صمم للإبادة طبقا لعدد القتلى المدنيين المحتملين مع كل عنصر مشتبه فيه.

فقد أشارت التقارير الأولية إلى أنه بعد أحداث السابع من أكتوبر تم إجراء بعض التعديلات على اللافندر ليحدد بعدها ما يقرب من 37 ألف شخص مشتبه فيهم داخل القطاع ويجب أن يتم استهدافهم.

إضافة إلى ذلك، من هو المسؤول عن تحمل هذه الأخطاء؟ أهم المدنيون الأبرياء المقتولون نتيجة هذه البرمجيات أم أن تلك البرمجيات صممت للإبادة ولذا لم تراع فيها الإشكاليات السابقة الذكر؟ ولربما قد يستنتج بعض المختصين أن ما يحدث في غزة ما هو إلا عملية تدريب لتلك البرمجيات، ليتم بعد ذلك تسويقها للعالم، بأن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي مخصص لمكافحة الأبرياء! وليضع بذلك أول عملية قتل للمدنيين في العالم لغرض محاكاة وتصحيح الذكاء الاصطناعي.

زر الذهاب إلى الأعلى