في اعتراف رسمي يكشف عن الثمن الباهظ وغير المنظور للحرب، أقرت وزارة الجيش الإسرائيلية بحجم الكارثة النفسية التي حلت بجنودها المشاركين في العدوان على قطاع غزة، والتي تركت وراءها جيشًا من الجرحى النفسيين.
فقد كشفت صحيفة “هآرتس” نقلًا عن الوزارة أن 55% من إجمالي جرحى الحرب، أي أكثر من نصفهم، يعانون من اضطرابات نفسية وصدمات ما بعد القتال. هذا الرقم المروع يؤكد أن الجروح الأعمق التي خلفتها الحرب لم تكن جسدية بالضرورة.
ويأتي تقرير من موقع “واللا” ليعزز هذه الحقيقة الصادمة، حيث نقل عن قسم التأهيل في وزارة الجيش أنه استقبل أكثر من 20 ألف مصاب منذ بدء الحرب، وأن نصفهم تقريبًا، أي حوالي 10 آلاف جندي، يعانون من أعراض نفسية متنوعة.
هذه الأرقام لا تكشف فقط عن حجم الفشل في تحقيق “نصر” حاسم، بل ترسم صورة قاتمة لمستقبل آلاف الجنود الذين عادوا من جحيم غزة بأرواح محطمة، وتلقي بظلالها على المجتمع الإسرائيلي الذي سيواجه تحدي التعامل مع “الجرح الذي لا يُرى” لسنوات طويلة قادمة.