المستوطنون يحتفلون بمرور 50 عاماً على الاستيطان شمالي الضفة

تنظّم جهات استيطانية، مساء اليوم الاثنين، احتفالاً في مستوطنة أرئيل المقامة على أراضي سلفيت شمالي الضفة الغربية المحتلة، بمناسبة مرور 50 عاماً على الاستيطان في “السامرة”، بحسب التسمية الإسرائيلية، التي تشير إلى شمال الضفة. ويأتي ذلك، وفق موقع واينت العبري، فيما يستكمل المستوطنون، في هذه الأيام، وبدفع من الحكومة، العودة إلى مستوطنات شمال الضفة، وبذلك يمحون فعلياً إخلاء المستوطنات الذي جرى في خطة الانفصال أحادية الجانب عام 2005، والتي انسحبت بموجبها دولة الاحتلال من قطاع غزة وأربع مستوطنات في الضفة، هي: “حومش”، و”شانور”، و”غانيم” و”كيديم”.
وفعلياً، بعد أن منعوا إخلاءً إضافياً في “حومش” بعد العودة إليها قبل نحو عامين، ونقلوا المباني إلى ما تُسمى “أراضي دولة”، وأعادوا إقامة المستوطنة من جديد، يندفع قادة الاستيطان في شمال الضفة الغربية المحتلة، نحو المستوطنة التالية، وهي “شانور”، بهدف فرض وجود يهودي في المكان خلال أسابيع قليلة، وتجنيد وزير الأمن يسرائيل كاتس وجيش الاحتلال لهذا الغرض.
ووفقاً للموقع العبري، عند النظر إلى جميع المسارات التي يعمل فيها رئيس مجلس شومرون الاستيطاني يوسي دغان، وفريق وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وإدارة تنظيم المستوطنات، يتضح أن قادة المستوطنين وضعوا لأنفسهم هدفًا يتمثل في “استعادة” مستوطنات شمال الضفة، وليس الحدث محصوراً في جبهة الاستيطان فقط، فقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، احتلّت مخيمات اللاجئين في جنين، وطولكرم، ونور شمس، وتعمّق في هذه الأيام سيطرتها في المنطقة. ويُضاف إلى ذلك قرار المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، في الآونة الأخيرة، والذي صودق فيه على إقامة 19 مستوطنة جديدة، من بينها أيضاً “غانيم” و”كيديم”.
إلى ذلك، أعد مجلس شومرون الاستيطاني، مخططات هيكلية لمستوطنتي “حومش” و”شانور”، ويعتزم قريباً إعداد مخططات أيضاً لـ”غانيم” و”كيديم”. وتُضاف إلى هذه الخطط السيطرة على الأراضي في محمية سبسطية ومصادرتها من الفلسطينيين، والموافقة على إقامة مستوطنة في جبل عيبال شمال نابلس شمالي الضفة، والموافقة على الحفر فيما تزعم دولة الاحتلال أنه موقع مذبح يوشع بن نون، على ذات الجبل أيضاً.
وبحسب التقرير، فإنّ كل هذه الخطوات، “تخلق فضاءً استيطانياً نابضاً لم يكن موجوداً من قبل”، مضيفاً أنه من المتوقّع حضور وزراء وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي، الاحتفال بمناسبة 50 عاماً على الاستيطان في شمال الضفة، والذي سيُنظّم مساء اليوم الاثنين في قاعة الثقافة بـ”أرئيل”.

وقال رئيس المجلس الاستيطاني شومرون، يوسي دغان، إنّ “الاستيطان في السامرة نما من منطلق المسؤولية تجاه الدولة، ومن فهم أن التمسّك بالبلاد يعزز أمن وهوية ومستقبل دولة إسرائيل بأكملها”. ولفت إلى أن المستوطنين، ينظرون بعد 50 عاماً، بإجلال إلى أعمال من سبقوهم من قادة الاستيطان، ويستمدون منهم “القوة لمواصلة البناء، وربط الأجيال، والمضي قدماً بإيمان ومسؤولية وأمل كبير نحو المستقبل”.
وأضاف دغان “من أراد ألّا يكون هنا يهود في شمال السامرة سيحصل على عشرة أضعاف. نحن نستعد، في طاقم المجلس الإقليمي للسامرة مع وزارة الأمن، ومع جميع وزارات حكومة إسرائيل، ومع نواة العائلات، لإعادة شانور إلى الأرض (أي إقامتها مجدداً) خلال الأشهر المقبلة مستوطنةً كاملةً في دولة إسرائيل”.

زر الذهاب إلى الأعلى