الاحتلال يسرّع الاستيطان: مشروع E1 يهدد بإجهاض أي حل سياسي مستقبلي

خاص – قناة القدس
أعاد وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، مشروع “E1” إلى الواجهة مجددًا بإعلانه المضي قدمًا في تنفيذ مخطط الربط الاستيطاني بين مستوطنة “معاليه أدوميم” وشرق القدس المحتلة، في خطوة يعتبرها محللون محاولة إسرائيلية لتقسيم الضفة الغربية وقطع أوصالها، بما ينهي فعليًا أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا.
مخطط قديم يتجدد
المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي سليمان بشارات، أوضح في حديث إذاعي أن مشروع “E1” ليس جديدًا، بل طُرح منذ عام 1994 بعد اتفاقية أوسلو، لكنه كان يُرحّل في كل مرة نتيجة الضغط الدولي. ويرى بشارات أن الاحتلال استغل الحرب على غزة لتسريع هذا المشروع وتحصينه تحت ذريعة “الدفاع عن النفس”.
أهداف استراتيجية
- ترابط استيطاني كامل: عبر شوارع التفافية وبنية تحتية ضخمة تربط المستوطنات ببعضها.
- تعزيز الوجود الديموغرافي: باستقدام نحو مليون مستوطن إلى الضفة الغربية.
- طمس الهوية الفلسطينية: عبر تغيير الطابع العمراني وتحويل المستوطنات إلى مدن متكاملة بمراكز تعليمية وتجارية وقضائية.
وأشار إلى أن الاحتلال يسعى من خلال هذه الخطوات إلى تكريس “دولة يهودية كبرى”، مقابل جعل الفلسطينيين مجرد تجمعات معزولة بلا سيادة حقيقية.
دفن حل الدولتين
بشارات أكد أن المضي في تنفيذ المشروع يعني إعلانًا عمليًا عن دفن أي حل سياسي قائم على مبدأ الدولتين، في ظل تحدي إسرائيل للمنظومة الدولية واعترافاتها المتتالية بالدولة الفلسطينية. وقال: “الاحتلال يريد فرض واقع جديد يجعل إعلان الدولة الفلسطينية مجرد شعار بلا مضمون”.
المطلوب فلسطينياً
- إعادة صياغة البرنامج الوطني الفلسطيني بما يحدد الأهداف وخطوات المواجهة.
- تحرك عربي وإسلامي ودولي فاعل لدعم الموقف الفلسطيني.
- توظيف الزخم الدولي الحالي الذي أعاد القضية الفلسطينية إلى الساحة العالمية بعد سنوات من التهميش.
غزة والمخطط الإسرائيلي الأوسع
في سياق متصل، حذر بشارات من أن تسريع العملية العسكرية في غزة يتقاطع مع مشروع “E1″، موضحًا أن الاحتلال يسعى لحسم المعركة في القطاع لفرض وقائع سياسية جديدة، من بينها استقدام إدارات بديلة وفرض وصاية دولية أو عربية، وهو ما ينسجم مع الرؤية الإسرائيلية لإجهاض أي مشروع وطني فلسطيني موحد.
تصريحات صادمة
وتوقف المحلل عند تصريحات رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أهارون حليفا”، الذي كشف عن استهداف متعمد لقتل 50 ألف فلسطيني، واصفًا ذلك بأنه “يكشف العقلية النازية الفاشية التي تحكم الاحتلال”، داعيًا إلى محاكمة دولية لإسرائيل على جرائمها بحق الفلسطينيين.
خاتمة
بينما يواصل الاحتلال فرض وقائع استيطانية على الأرض، تتضح خطورة المرحلة الراهنة التي تهدد مستقبل القضية الفلسطينية برمتها. وبين صمت المجتمع الدولي وانشغاله بحرب غزة، تبقى المسؤولية الأكبر ملقاة على عاتق الفلسطينيين في مواجهة مشروع “E1″، الذي يشكل إعلانًا صريحًا عن نهاية حل الدولتين ووأد حلم الدولة الفلسطينية المستقلة.