اعتداءات ممنهجة: المغير تدفع ثمن مقاومة الاستيطان

خاص – قناة القدس

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم المتكررة على قرية المغير شرق رام الله، في مشهد يعكس خطورة ما تتعرض له القرى الفلسطينية في الضفة الغربية من استهداف مباشر للأرض والإنسان. فقد شهدت القرية مؤخراً اقتحاماً جديداً، رافقه قطع عشرات أشجار الزيتون التي تعد مصدر رزق وأمان لعائلات المزارعين.

خسائر بشرية ومادية فادحة

منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى اليوم، سجلت قرية المغير ستة شهداء وأكثر من 250 إصابة، إضافة إلى أكثر من 70 حالة اعتقال في صفوف أبنائها، في وقت تتعرض فيه أراضيها ومزارعها لاعتداءات متواصلة.

محمد القيق: المغير نموذج لما ينتظر الضفة الغربية

الكاتب الصحفي محمد القيق أكد في حديث لإذاعة قناة القدس أن ما يجري في المغير ليس حدثاً عابراً، بل يمثل مؤشراً خطيراً على مستقبل الضفة الغربية. وأوضح أن الاحتلال يسعى إلى تطويق القرى الفلسطينية وتفتيت تواصلها الجغرافي خدمةً لمشروع استيطاني متكامل.

أشكال جديدة من الاستيطان

استعرض القيق ثلاثة أنماط جديدة من الاستيطان باتت واضحة في الضفة الغربية:

  • الاستيطان الرعوي: حيث يستولي المستوطنون على المراعي والأراضي الزراعية بحجة الرعي، ما أدى إلى ابتلاع آلاف الدونمات شرق رام الله ونابلس والأغوار.
  • الاستيطان البدوي: ويتمثل في ترحيل التجمعات البدوية الفلسطينية وإحلال مستوطنين مكانها لتغيير النسيج الاجتماعي والهوية الطبيعية للمكان.
  • استيطان العربدة: وهو اعتداءات المستوطنين المباشرة من ضرب واقتحامات وقطع طرقات للسيطرة على المرافق الحيوية.

أهداف الاحتلال

بحسب القيق، فإن الهدف المركزي لهذه الممارسات هو منع التمدد الفلسطيني في القرى والأرياف، وربط المستوطنات ببعضها جغرافياً، ما يمهد لإقامة “دولة المستوطنين” على حساب القرى الفلسطينية، في إطار مخطط الضم وصفقة القرن.

غياب الردع الداخلي

انتقد القيق غياب الردع الفلسطيني تجاه تسريب الأراضي، إلى جانب ارتفاع أسعار الأراضي بشكل مفتعل لإجبار الناس على التكدس في المدن وترك الجبال والمناطق المفتوحة فريسة للاستيطان. كما أشار إلى ضعف التعبئة الوطنية نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وقطع رواتب المقاومين، الأمر الذي أضعف روح المواجهة الشعبية.

الوحدة الوطنية كلمة السر

شدد القيق على أن مواجهة المخططات الإسرائيلية تتطلب وحدة وطنية فلسطينية حقيقية، مبنية على الشراكة والدفاع عن الأرض، بعيداً عن الانقسامات والمصالح الفصائلية الضيقة، معتبراً أن الاحتلال يستغل حالة الضعف الداخلي والفساد لتوسيع مشروعه الاستيطاني.

المغير شاهد على الصمود

ختاماً، تبقى شجرة الزيتون في المغير شاهداً على صمود الفلسطيني وتجذره في أرضه، رغم محاولات الاقتلاع والتجريف، لتؤكد أن هذه القرية لن تكون الأخيرة في مواجهة المشروع الاستيطاني الإسرائيلي.

زر الذهاب إلى الأعلى