التصعيد في غزة يفاقم المأساة والاحتجاجات داخل إسرائيل تتوسع

تصعيد ميداني وأزمة إنسانية متصاعدة
شهدت الساعات الماضية موجة غارات واستهدافات في مناطق متفرقة من قطاع غزة، تسببت بأضرار واسعة في البنى التحتية ونزوح آلاف الأسر داخل القطاع وخارجه. تقارير صحفية وأممية توثق تفاقم نقص الغذاء والدواء وارتفاع أعداد الضحايا، ما يضع السكان المدنيين أمام مخاطر إنسانية مباشرة.
اجتماع الكابينيت: حضور ناقص ونتائج محدودة
انعقد اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينيت) مساء اليوم دون صدور قرارات حاسمة حول هدنة أو صفقة تبادل، ولا تزال مداولات كثيرة طي الكتمان. مصادر إعلامية تحدثت عن غياب عدد من الوزراء عن الاجتماع، ما اعتُبر مؤشراً على تشرذم داخلي أو على الأقل تباين أولويات داخل الائتلاف الحاكم.
احتجاجات شعبية داخل إسرائيل
في مشاهد متسارعة داخل المدن الإسرائيلية، خرج آلاف المواطنين في مظاهرات شعبية طالبت بوقف التصعيد وتأمين إطلاق سراح الأسرى عبر صفقة تبادل. المتظاهرون أغلقوا طرقاً رئيسية ونظموا تجمعات احتجاجية أمام مقرات حكومية، مطالبين بموقف واضحٍ من الحكومة. تقارير صحفية أكدت تزايد زخم التحركات الشعبية خلال الأيام الأخيرة، مع ضغط متنامٍ على صانعي القرار.
خلاصة تحليلية للموقف السياسي – الأمني
يفسر عماد ابو عواد المختص بالشأن الاسرائيلي غياب الحسم بقرار نتنياهو عبر سياسة الغموض التي تمنحه مساحة مناورة بين خيارات متعددة: قبول صفقة جزئية، الالتزام بشروط صارمة، أو تأجيل أي حل نهائي حتى تتضح مواقف الشارع والجيش والولايات المتحدة. كذلك تبرز خلافات بين المستوى السياسي والقيادة العسكرية حول الأولويات والقدرات التنفيذية على الأرض. :
«إبقاء الملفات الأساسية طيّ الكتمان يمنح رئيس الحكومة مرونة كبيرة للمناورة بين سيناريوهات متعددة، ويخفف عنه مسؤولية اتخاذ قرار نهائي في هذه اللحظة الحساسة»،
عماد ابو عواد – مختص بالشأن الاسرائيلي
انعكاسات دولية
تتزايد الدعوات الدولية لوقف العمليات العسكرية وحماية المدنيين، في حين اقتصرت ردود الفعل الرسمية حتى الآن على بيانات إدانة وشجب في معظم العواصم. مع ذلك، شهدت الساحة الدبلوماسية اتصالات لبحث إمكانيات وساطة أو ترتيبات إنسانية قد تسبق أي تفاهم سياسي أو أمني.
بين مأساة إنسانية متفاقمة في غزة، وضغوط داخلية وخارجية على إسرائيل، يبقى المشهد مفتوحاً على كل الاحتمالات. الأيام المقبلة قد تكشف ما إذا كانت الضغوط الشعبية والقيود العملياتية على الجيش، إضافة إلى الموقف الأمريكي والدولي، كفيلة بفرض معادلات جديدة تقرّب حلّاً تفاوضياً، أم ستدفع الأمور إلى مزيد من التصعيد والتمدد الزمني للصراع.