من شق الطرق إلى تفكيك السلطة.. هكذا تمهد إسرائيل لضم الضفة الغربية

خاص – قناة القدس
في تطور خطير على صعيد المشهد الفلسطيني، أعلن وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش خلال مؤتمر صحفي عزمه المضي قدماً في توسيع مشروع الضم في الضفة الغربية، متجاوزاً القوانين الدولية والاتفاقيات الموقعة. هذه التصريحات، التي وصفت بالمتطرفة، تفتح الباب أمام مرحلة سياسية وجغرافية مفصلية تهدد مستقبل الضفة الغربية والقضية الفلسطينية ككل.
لا مكان لدولة فلسطينية في العقلية الإسرائيلية
المختص في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أوضح أن العقلية السياسية السائدة في إسرائيل — يميناً ويساراً — لم تعد تؤمن بفكرة إقامة دولة فلسطينية. وأشار إلى أن غالبية القوى السياسية، بما فيها من يوصفون بالمركز أو اليمين التقليدي، يجمعون على مبدأ الضم وإن اختلفت حدود تطبيقه:
-
تيار يكتفي بضم التجمعات الاستيطانية الكبرى.
-
تيار يميني متطرف يسعى إلى ضم غالبية الضفة الغربية.
وبحسب أبو عواد، فإن ما يجري على الأرض من شق طرق استيطانية وعزل المدن الفلسطينية، يعكس ضماً عملياً متدرجاً سبق الإعلان الرسمي.
خلفيات سياسية وانتخابية
ويرى أبو عواد أن تصريحات سموتريتش لا تنفصل عن المناكفات الانتخابية داخل إسرائيل، حيث يحاول وزير المالية استعادة حضوره في استطلاعات الرأي عبر رفع سقف الخطاب السياسي ومزايدة التطرف على منافسه إيتمار بن غفير. كما لفت إلى أن الضغوط الأمريكية تبقى العامل الأكثر تأثيراً في تحديد مسار الضم، خاصة بعد الضوء الأخضر الذي منحته إدارة ترامب لضم أجزاء واسعة من الضفة ضمن ما عُرف بـ “صفقة القرن”.
ضم تدريجي على الأرض
أشار أبو عواد إلى أن إسرائيل تعمل على إعادة هندسة الطرق والبنى التحتية في الضفة بما يخدم المشروع الاستيطاني، مثل:
-
استبدال طرق رئيسية يستخدمها الفلسطينيون بطرق فرعية ومعزولة.
-
المضي في مشروع “E1” شرق القدس للسيطرة على الامتداد الجغرافي.
-
تعزيز سياسة تهجير الفلسطينيين من مناطق “C” نحو “A” و”B”.
السلطة الفلسطينية بين التهديد والإضعاف
أبو عواد حذر من أن إسرائيل قد تذهب مستقبلاً إلى تفكيك السلطة الفلسطينية وتحويلها إلى إدارات محلية مجزأة في مدن الضفة (رام الله، نابلس، الخليل…) بهدف إضعاف الروابط الوطنية الفلسطينية.
المطلوب فلسطينياً
أكد أبو عواد أن مواجهة هذه المرحلة تتطلب:
-
تحقيق وحدة وطنية فلسطينية بدعم عربي.
-
صياغة رؤية استراتيجية طويلة المدى.
-
تبني وسائل مقاومة متنوعة مثل المقاومة الشعبية والدبلوماسية والعصيان المدني.
غزة ومعركة “جدعون 2”
وعن الوضع في غزة، أشار أبو عواد إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات بنيوية ومعنوية تعيق تقدمه، أبرزها نقص التجنيد، انهيار الروح المعنوية، وضغوط داخلية متزايدة، إلى جانب الموقف الأمريكي الذي يفضل عملية قصيرة وسريعة.
خطر وجودي وتحدٍ دولي
واختتم أبو عواد حديثه بالتأكيد على أن تصريحات سموتريتش تحمل خطراً وجودياً على الفلسطينيين في الضفة الغربية، داعياً إلى تحرك فلسطيني داخلي عاجل، ومشدداً في الوقت نفسه على أن المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي: الاكتفاء بالشجب أم الانتقال إلى خطوات عملية لوقف سياسة الضم التي تهدد بتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية.