الصحة العالمية: غزة تشهد انهياراً طبياً ، وأكثر من 18 ألف مريض بانتظار الإجلاء

أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن، الجمعة، أن نحو 18 ألفاً و500 مريض في قطاع غزة المحاصر، بينهم 4 آلاف و96 طفلاً، يحتاجون إلى رعاية عاجلة وإجلاء إلى خارج القطاع. وحذر من أنّ استمرار الأوضاع الحالية يعني وفاة المزيد من المرضى أو تدهور حالتهم الصحية من دون داعٍ. وجاءت تصريحات بيبركورن خلال مؤتمر صحافي عقده عبر دائرة متلفزة من غزة مع الصحافيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة في نيويورك. وأوضح أن من أهم أسباب تعثر خروج المرضى عدم سماح السلطات الإسرائيلية بفتح الممر الطبي نحو مستشفيات القدس الشرقية والضفة الغربية.
وأكد أنه “يجب على المزيد من الدول فتح أبوابها لاستقبال المرضى، وينبغي فتح جميع الممرات الطبية… لكن الأهم هو الممر المؤدي إلى مستشفيات القدس والضفة، وهذا للأسف لا تسمح به إسرائيل”. وأعلن أنّ “منظمة الصحة العالمية مستعدة لإجراء عمليات إجلاء يومية عبر أي ممر طبي”، مؤكداً أن “أسرع وأسهل حلّ هو نقلهم إلى مستشفيات القدس والضفة”. وأوضح أن “تلك المستشفيات لا تستطيع استيعاب الجميع، لكنها قادرة على استقبال آلاف المرضى، وأن لدى منظمة الصحة خطة لزيادة قدرتها الاستيعابية”.
ولفت بيبركورن إلى أنه منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، “جرى إجلاء 10 آلاف و645 مريضاً بينهم 5 آلاف و632 طفلاً، وفق سجلات وزارة الصحة. كما توفي 1092 مريضاً أثناء انتظار الإجلاء بين يوليو/ تموز 2024 و28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025″، مرجحاً أن “الأرقام الفعلية أعلى بسبب نقص التبليغ”.
وأكد المسؤول الأممي أنه رغم الفظائع والاستهداف الذي طاول القطاع الصحي، لا تزال بعض الخدمات في غزة تعمل بشكل جزئي أو بحدها الأدنى، بفضل “الجهود الجبارة” للعاملين الصحيين. وأضاف أن “التحسن الطفيف الذي شهدته الخدمات الصحية بعد الهدنة الأخيرة لا يُخفي الانهيار الحاد في النظام الصحي، إذ يعاني القطاع من نقص كبير في المستلزمات الطبية والأدوية بسبب منع إسرائيل دخولها بحجة الاستخدام المزدوج”. وأشار إلى أن “نحو 50% من المستشفيات في غزة تعمل بشكل جزئي فقط، وأن قرابة 37 ألف شخص في شمال غزة لا يمكنهم الوصول إلى أي مستشفى”.
وأوضح بيبركورن أن جزءاً من التحسن الحالي يعود إلى “الابتكار والإبداع” في ترميم المرافق الصحية باستخدام مواد مُعاد تدويرها من ركام المباني المدمرة، بسبب منع إسرائيل دخول مواد البناء. كما أكد “وجود نقص حاد في المعدات الطبية الحيوية اللازمة لعلاج أمراض القلب والكلية والسرطان وجراحات العظام”، مشيراً إلى أن “نحو نصف الأدوية الأساسية غير متوفرة أو شبه معدومة”. وأضاف أنّ قطاع غزة “يحتوي على جهاز تصوير مقطعي محوسب واحد فقط لخدمة مليوني فلسطيني، إضافة إلى نقص حاد في معدات التصوير الطبي وعلاج الأورام وقسطرة القلب”.
وفي ما يتعلق بالأحوال المعيشية، حذر المسؤول الأممي من الظروف “المزرية” في فصل الشتاء مع غياب الحماية واستمرار تدهور خدمات الصرف الصحي وانعدام المياه النظيفة، ما يزيد مخاطر انتشار الأمراض ويعيق التعافي. كما كشف عن وفاة ما لا يقل عن عشرة أشخاص خلال 24 ساعة بسبب الأمطار الغزيرة وغياب الملاجئ والبنية التحتية اللازمة للصرف الصحي وظروف الإيواء. وختم بتحذير واضح: “استمرار الوضع الحالي يعني مزيداً من الوفيات التي كان يمكن تفاديها، ما لم تُفتح الممرات الطبية وتُرفع القيود عن المنظومة الصحية في غزة”.