أفاد إسرائيليون من بلدات الجنوب القريبة من القطاع، اليوم الثلاثاء، خاصة في عسقلان، بأنه جرى العثور على منشورات باللغة العربية في مناطقهم، مشابهة لتلك التي يوزعها الجيش في القطاع لتحذير سكان غزة قبل تنفيذ هجمات. وأثارت المنشورات في بادئ الأمر حالة من الذعر في أوساط الإسرائيليين الذين لم يفهموا محتواها ومصدرها.
وقالت بلدية أشكلون (التسمية الإسرائيلية عسقلان) إنه: “في الساعات الأخيرة تلقّينا بلاغات من سكان أفادوا بوجود منشورات تُلقى من الجو باللغة العربية. ومن خلال فحص أُجري مع الجيش الإسرائيلي، تبيّن أن هذه المنشورات هي من تلك التي يوزعها الجيش فوق مدينة غزة، وعلى ما يبدو، بسبب الرياح، وصلت إلى مدينة أشكلون”، وأضافوا في البلدية أنه “سيجري التحقيق في الموضوع”، وأكدوا أنه “لا توجد أي تعليمات خاصة لسكان أشكلون”.
وكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الأخيرة، دعوته لسكان مدينة غزة لمغادرتها، مستخدماً العديد من الأساليب الترهيبية. وجزءاً من عملية الإخلاء، استخدم الجيش مجموعة من الوسائل لتحذير السكان المدنيين، مثل المنشورات، والرسائل الصوتية، والرسائل النصية، والمكالمات الهاتفية وغيرها. وكرّر جيش الاحتلال ذلك صباح اليوم، بعد دقائق من إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بدء العملية البرية في غزة، وهي مرحلة جديدة من حرب الإبادة، مشيراً إلى أن “مدينة غزة منطقة قتال خطرة”، ومخاطباً السكان بأن “البقاء في المدينة يعرّضكم للخطر. غادروها بأسرع وقت ممكن”، وزعم جيش الاحتلال أن أكثر من 40% من سكان المدينة غادروها بالفعل، في وقت يواصل فيه ارتكاب المجازر بحقّ المدنيين.
إلى ذلك حذّر مسؤولون رفيعو المستوى في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أن جيش الاحتلال سيجد صعوبة في توفير البنى التحتية الحياتية الضرورية لحوالى مليونَي فلسطيني في غزة، متوقعاً أن يُأهلوا في منطقة معرّفة بأنها “إنسانية”، وسط قطاع غزة. وطبقاً لما أفادت به صحيفة هآرتس، صباح اليوم الثلاثاء، فإن جيش الاحتلال يخشى من أن الاكتظاظ السكاني المتوقع أن يتفاقم بسبب الغارات الجوية الكثيفة على مدينة غزة، ومن ثم العملية البرية الجارية في المدينة والتي ستؤدي إلى تهجير آلاف الفلسطينيين جنوباً، وستزيد الاكتظاظ السكاني في مساحة صغيرة، وما قد ينجم عن ذلك من تفشٍ لأوبئة وتفاقم للكارثة، وصولاً إلى “اندلاع أعمال الشغب في صفوف المدنيين”.