عام على “ضغطة زر” إسرائيلية زلزلت المنطقة

مر عام على يوم يعتبر من أفظع الأيام التي عاشها لبنان، حيث انفجرت أجهزة النداء الصغيرة، المعروفة بالـ”بيجر”، في أيدي وأحزمة عشرات من عناصر وكوادر “حزب الله” بشكل متزامن.

لم يكن الأمر مجرد عملية اغتيال فردية أو استهداف محدود ينفذه الموساد الإسرائيلي، بل مشهدا دمويا صادما طال مئات الأشخاص في وقت واحد، وأدى إلى سقوط أعداد هائلة من القتلى والجرحى، بينهم كوادر قيادية وعناصر ميدانية أساسية، بالإضافة إلى عدد من المدنيين بينهم أطفال.

وبهذه المناسبة وجهت دعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة في مسيرة عند الخامسة مساء (بالتوقيت المحلي) من عين المريسة حتى المنارة تحت عنوان “عيونا عيونكن تعافينا”، في إشارة إلى الأشخاص الذين فقدوا نظرهم في هذه العملية التي لم يشهد التاريخ مثلها، والتي دخل معها العالم في زمن جديد من الحروب السيبرانية-التقنية، حيث لم يعد التفجير مرتبطا بصاروخ أو طائرة مسيرة، بل بقطعة إلكترونية صغيرة حملها أصحابها بثقة قبل أن تنقلب ضدهم.

وقد استذكر عدد من النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي هذا اليوم الأليم الذي اعتبر الشرارة التي دفعت البلاد نحو الحرب الدموية المفتوحة مع إسرائيل.

وقد انتشر وسم “#يوم_تفجير_البيجر” و”#ذكرى_البيجر” عبر منصة “أكس”، وكتب أحد النشطاء: “في مثل هذه الليلة… كانت آخر ليلة يرون فيها أبناءهم… يرون فيها زوجاتهم.. يرون فيها أحبائهم … يرون فيها أصدقائهم … في يوم 17 أيلول ارتكب العدو أبشع مجزرة في حق البشرية”.

وكتب أحد الحسابات: “قدّموا العيون قربانًا ليحيا السلاح سلامٌ على جراحِكم .. سلامٌ على صبرِكم”.

وكتبت ناشطة: “اليوم الذكرى السنوية الأولى لمجزرة البيجر … إن هذه الفاجعة تترك في قلوبنا جرحًا عميقًا، وتذكرنا بقسوة العنف ومرارة الظلم الذي يفتك بالآمنين … نسأل الله أن يتغمّد الضحايا برحمته الواسعة، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يحفظ لبنان وأهله من كل شرّ ومكروه …”.

وقالت أخرى: “بجراحكم نمضي الى النصر …”.

واستذكر آخرون الأمين العام السابق لـ”حزب الله” حسن نصرالله الذي اغتيل بعد 10 أيام من هذه الحادثة، وكتب ما قاله نصرالله يومها: “هذه الضربة الكبيرة والقوية وغير المسبوقة لم تسقطنا ولن تسقطنا إن شاء الله سنصبح أقوى وأمتن وأشد صلابة وعزما وعودا وقدرة على مواجهة كل الإحتمالات وكل المخاطر”.

وقال آخر: “أيها الشهيد، دمك رسم خارطة كرامة، وغيابك صنع جيلًا لا يعرف الهزيمة. عهدًا سنكون كما أردت… أحرارًا لا نُقهر”.

وقال آخر: “أيلول لم يعد شهرًا عاديًا، أيلول صار موسمًا للدموع والوفاء، ذكرى البيجر ستبقى جرحًا لا يندمل”.

يذكر أن عدد القتلى نتيجة انفجار أجهزة البيجر في أماكن عامة كالسوبرماركت والمستشفيات والطرقات، فاق الـ12 شخصا، فيما أصيب نحو 3000 آخرين بجروح متفاوتة، ما يجعلها واحدة من أكثر العمليات الإسرائيلية دموية.

وقد تبنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية رسميا، واعتبرها “ضربة استباقية ضرورية لضمان أمن إسرائيل”، مؤكدا أن استخدام التكنولوجيا الحديثة في استهداف الأعداء أصبح جزءا من استراتيجية بلاده لتوجيه ضربات دقيقة ضد شبكات التهديدات المسلحة دون الحاجة إلى تدخل بري واسع.

وأشارت تل أبيب إلى أن العملية نفذت بعد جمع معلومات استخباراتية دقيقة لضمان استهداف أهداف محددة بدقة، ما يعكس تحولا نوعيا في طبيعة الحروب بين إسرائيل و”حزب الله”، من المواجهة التقليدية إلى حرب إلكترونية وتقنية متقدمة.

زر الذهاب إلى الأعلى