الكشف عن قائمة الشركات الداعمة للاحتلال

 

كشفت منظمة العفو الدولية عن أسماء شركات عالمية كبرى يتعامل معها الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن هذه التعاملات تمكنه من مواصلة حرب الإبادة التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني. وأوضح التقرير أن هذه الشركات تنشط في قطاعات حيوية كالسياحة، والبنية التحتية، وبيع مواد محرمة دوليًا لوزارة الدفاع الإسرائيلية.

وخلال مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة تونس يوم الخميس، طالبت المنظمة الدول التي تحتضن مقرات هذه الشركات بالتوقف فورًا عن دعم جرائم الاحتلال. ودعت إلى اتخاذ إجراءات حاسمة تبدأ بإصدار تشريعات وتنظيمات فعّالة، وتصل إلى سحب الاستثمارات، ووقف المشتريات، وفسخ العقود، بالتوازي مع تحركات جماهيرية للضغط من أجل وقف دعم الاقتصاد الإسرائيلي.

وقالت سمر سحيق، منسقة حملات المناصرة في المنظمة، إن التقرير يرصد “الاقتصاد السياسي الذي يمول الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين”، مشيرة إلى أن قطاع السياحة يساهم بشكل مباشر في “تبييض جرائم الاحتلال وانتعاشها”. وأكدت سحيق أن التقرير يكشف بالأسماء الشركات المتورطة بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن المنظمة قامت بتوثيق كافة المعاملات وراسلت هذه الشركات، لكنها لم تتلق ردًا سوى من شركة واحدة كان جوابها أنها “تتعامل مع دولة قائمة الذات”.

من جانبها، أدلت أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، بتصريحات قوية، قائلة: “لقد آن الأوان كي تضع الدول والمؤسسات والشركات حدًا لإدمانها القاتل على الأرباح بأي ثمن”. وأكدت أن الاحتلال غير المشروع الممتد لـ 57 عامًا ونظام الفصل العنصري “ما كانا ليستمران لولا الدعم العميق والمستدام الذي حظيت به إسرائيل من خلال علاقاتها الاقتصادية والتجارية”.

وأضافت كالامار أن “23 شهرًا من القصف المتواصل والإبادة الجماعية لم تكن لتستمر لولا تدفق لا ينقطع للأسلحة ومعدات المراقبة، مدعومًا بعلاقات تجارية تفضيلية مع دول وشركات لا تمانع غضّ الطرف عمّا لا يمكن الدفاع عنه”. وشددت على أن “الكرامة الإنسانية ليست سلعة”، داعيةً أعضاء المنظمة حول العالم إلى المطالبة بإنهاء هذا الاقتصاد السياسي فورًا، بينما “تُترك الأمهات الفلسطينيات في غزة ليشاهدن أطفالهن يذوون جوعًا”.

وقدم التقرير قائمة محددة تضم 15 شركة تساهم بشكل مباشر في الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع أو في جريمة الإبادة الجماعية. وشملت القائمة عمالقة صناعة السلاح مثل الشركتين الأمريكيتين بوينغ (Boeing) ولوكهيد مارتن (Lockheed Martin)، والشركات الإسرائيلية إلبيت سيستمز (Elbit Systems)، رافائيل (Rafael)، وشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI).

كما ضمت القائمة شركات تكنولوجية مثل الشركة الصينية هيكفيجن (Hikvision) المتخصصة في المراقبة، وشركة البرمجيات الأمريكية بالانتير تكنولوجيز (Palantir Technologies)، وشركة التكنولوجيا الإسرائيلية كورسايت (Corsight). وفي قطاع البنية التحتية، ورد اسم الشركة الإسبانية كونستروكثيونس إي أوكسيليار دي فيرّوكارّيلس (CAF)، والعملاق الكوري الجنوبي إيتش دي هيونداي (HD Hyundai)، بالإضافة إلى شركة المياه الإسرائيلية المملوكة للدولة ميكوروت (Mekorot).

زر الذهاب إلى الأعلى