“‘فيلم رعب’ في المسكوبية.. الأسيرة فرح أبو عياش تكشف ما جرى خلف الأبواب المغلقة”

سجّلت الأسيرة الصحافية فرح أحمد أبو عياش (مواليد 2000 من بيت أمر/ الخليل) رواية صادمة عن ظروف اعتقالها وتحقيقها داخل مراكز الاحتلال، واصفة ما جرى معها في مركز تحقيق المسكوبية بأنه “فيلم رعب حقيقي”، وذلك خلال زيارة محاميها لها في سجن الدامون صباح السبت.
وتقبع أبو عياش رهن الاعتقال منذ 5 آب/أغسطس 2025، وتعيش في غرفة تضم سبع أسيرات، إحداهن تنام على الأرض لعدم وجود أسرّة كافية. وتعمل فرح في وكالة تسنيم الدولية للأنباء، وكانت طالبة إعلام في جامعة الخليل.
وقالت الأسيرة إن عملية اعتقالها تمت “ليلًا وبطريقة وحشية”، حيث داهمت قوات كبيرة منزل العائلة، قبل أن تُنقل إلى كرمي تسور وتُحتجز على كرسي طوال الليل في العراء، فيما كانت المياه القذرة تتساقط عليها، والكلاب تنهش ملابسها، وفق روايتها.
وأوضحت أنها تعرّضت خلال التحقيق في المسكوبية إلى الضرب، والسحل من شعرها، والإجبار على تقبيل علم الاحتلال، إضافة إلى تقييدها بالسلاسل الثقيلة، ووضعها في زنزانة معتمة مليئة بالصراصير والقوارض، ما تسبب لها بحالات إغماء متكررة.
وتؤكد أبو عياش أنها اعتُقلت على خلفية عملها الصحافي، مضيفةً: “عتبانة على الزملاء.. ما حد عمل ضجة إعلامية. صوتي أمانة عند كل صحافي حر”. وأكد محاميها حسن عبادي الذي روى شهادة الأسيرة عياش أنه سيتم إطلاق حملة دولية عبر التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين للمطالبة بإطلاق سراحها.
وخلال الزيارة، حمّلت الأسيرة عدة رسائل مؤثرة لعائلتها، خاصة لوالدتها وأشقائها، وشددت على شوقها لشقيقتها صابرين التي قالت عنها: “توأمي.. أكثر حدا بشتاقله”، كما طلبت الدعاء لها في فجر يوم 7 كانون الأول يوم جلسة محاكمتها.
واختُتم اللقاء برسالة محمّلة بالأمل، حيث قالت فرح بسؤال عفوي: “وينتا العرس؟ استنوني”.
وتبقى أسيرات الدامون، وبينهن فرح أبو عياش، شاهدات على معاناة مستمرة في سجون الاحتلال، بانتظار الحرية القريبة.