هل وافقت غزة على خطة ترامب؟

 

في خضم ضباب كثيف يلف مفاوضات وقف إطلاق النار، اندلعت “حرب روايات” متناقضة بين الإعلام العبري ومصادر حركة حماس، مما يعكس حالة من الارتباك الشديد حول حقيقة ما يجري في الكواليس السياسية.

فقد فجرت صحيفة “هآرتس” العبرية مفاجأة من العيار الثقيل، عندما نقلت عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن حركة حماس وافقت من حيث المبدأ على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة. ووفقًا للصحيفة، فإن الخطة تشمل الإفراج الفوري عن جميع الرهائن الإسرائيليين، الأحياء منهم والأموات، مقابل إفراج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين وانسحابها التدريجي من القطاع.

وزعمت “هآرتس” أن قطر لعبت دورًا رئيسيًا في إقناع حماس بالموافقة على هذه الخطة، وأن ترامب يسعى الآن لتثبيت هذا الاتفاق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما المرتقب في البيت الأبيض بعد غد.

ولكن، لم يكد حبر هذا التقرير يجف، حتى جاء النفي القاطع من داخل حركة حماس. ففي تصريح عاجل للتلفزيون العربي، أكد مصدر مسؤول في الحركة أن “الحركة لم تتسلم أي عروض لوقف إطلاق النار في غزة”.

هذا النفي المباشر ينسف رواية “هآرتس” من أساسها، ويطرح تساؤلات خطيرة حول مصدر تسريبات الصحيفة الإسرائيلية وأهدافها. فإما أن تكون “هآرتس” قد وقعت ضحية لمعلومات مضللة، أو أنها جزء من مناورة سياسية أو إعلامية تهدف إلى ممارسة الضغط على أحد أطراف التفاوض، أو إظهار حماس بمظهر الطرف المتعنت في حال رفضت لاحقًا عرضًا قد يتم تقديمه بالفعل.

وبين تأكيد “هآرتس” ونفي حماس، يبقى المشهد غامضًا، وتضيع الحقيقة في خضم التصريحات والتسريبات المتضاربة التي تزيد من تعقيد الأزمة.

زر الذهاب إلى الأعلى