الطريقة الذكية التي يمكن لترامب من خلالها إنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران

ترجمة خاصة- قناة القدس: وماس فريدمان على نيويورك تايمز | الطريقة الذكية التي يمكن لترامب من خلالها إنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران
وراء الضربات المتبادلة في الحرب الدائرة حاليًا بين إسرائيل وإيران، تقف *مواجهتان فكريتان* بين عقيدتين استراتيجيتين: واحدة تحرك إيران، وأخرى تحرك إسرائيل — وكلاهما *معيبتان بعمق*. لدى الرئيس ترامب فرصة لتصحيح هاتين العقيدتين، وخلق أفضل فرصة لاستقرار الشرق الأوسط منذ عقود — *إذا كان يملك الجرأة لذلك*.

أولًا: عقيدة إيران “المبالغة في الجنون”

تعتمد إيران  ومعها حزب الله  على ما أسميه عقيدة تجاوز الخصم في الجنون.
أي: “نحن مستعدون لفعل أي شيء، وإذا كنتم ستردّون، فسنرد بجنون أكبر”.
ومن الأمثلة على ذلك:
* اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري،
* تفجير السفارة الأميركية في بيروت،
* دعم نظام بشار الأسد في قتل الآلاف من شعبه.

الرسالة الإيرانية واضحة: “لن يتفوق علينا أحد في الجنون، وإذا دخلتم معنا في صراع فأنتم الخاسرون، لأننا نذهب إلى النهاية — وأنتم المعتدلون ستنسحبون.”

وقد نجحت هذه العقيدة جزئيًا، مثل إخراج إسرائيل من جنوب لبنان.

لكنها فشلت في التصور الواهم بأنهم يستطيعون *طرد اليهود من “أرضهم التوراتية”، كما يظنون أن الدولة اليهودية مجرد مشروع استعماري أجنبي سينهار تحت الضغط، كما حدث للمستعمرين البلجيكيين في الكونغو.

لكن الحقيقة أن اليهود الإسرائيليين لا يملكون “بلجيكا” يعودون إليها.

هم أصلانيون في وطنهم مثلهم مثل الفلسطينيين، بصرف النظر عما يُدرّس في جامعات النخبة عن “مناهضة الاستعمار”.
لذا، لن يتمكن أحد من التفوق على الجنون الإسرائيلي اليهودي إذا اضطروا للرد سيلعبون وفق قواعد المنطقة، وليس وفق اتفاقيات جنيف. وهذه القواعد هي ما أسميه “قواعد حماة”:
حيث قام حافظ الأسد عام 1982 بسحق تمرد الإخوان المسلمين في مدينة حماة *بتسويتها بالأرض تمامًا*. هذه القواعد هي: لا قواعد.

زعيم حزب الله السابق، حسن نصرالله، ومرشد إيران، علي خامنئي، ظنّا أنهما خارج نطاق الاستهداف الشخصي من إسرائيل، وأن إسرائيل “شبكة عنكبوت” ستنهار تحت الضغط، كما كان يردد نصرالله.

لكن نصرالله دفع حياته ثمنًا لهذا الخطأ العام الماضي، وربما كان خامنئي ليلقى نفس المصير لولا تدخل ترامب وفقًا للتقارير وقف محاولة اغتياله.

ثانيًا: عقيدة نتنياهو – “الحل النهائي مرة واحدة وإلى الأبد”

أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورفاقه من المتطرفين الذين يديرون الحكومة الإسرائيلية، فهم أسرى لعقيدة أخرى أسميها مرة واحدة وإلى الأبد”.
ففي كل مرة يتعرض فيها الإسرائيليون لهجوم دموي من فلسطينيين أو وكلاء إيرانيين، تعلن الحكومة أنها *ستقضي على التهديد نهائيًا باستخدام القوة.

لكن هذا وهم.

فإسرائيل لن تستطيع احتلال الضفة الغربية وغزة وإيران كلها كما فعلت الولايات المتحدة مع ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.
إسرائيل احتلت الضفة منذ 58 عامًا، ومع ذلك لم تقضِ على حماس أو على الفكر الوطني الفلسطيني.

لأن الفلسطينيين أيضًا أصلانيون في وطنهم مثل اليهود.
ولا يمكن لإسرائيل أن تُخضعهم “مرة واحدة وإلى الأبد”، إلا إذا أبادت كل فرد فيهم وهو أمر لا يمكن تصوره.

الطريق الوحيد: حل الدولتين
السبيل الوحيد للاقتراب من حل دائم هو حل الدولتين.
وهنا يأتي دور ترامب:
هو يقول إنه لا يزال يأمل بالتوصل إلى اتفاق مع إيران.
فإذا أراد اتفاقًا جيدًا، فعليه أن يعلن أمرين متوازيين:
1. الضغط على إيران بالقوة:
* تسليح إسرائيل بطائرات B-2 وقنابل خارقة للخنادق بوزن 30 ألف رطل، وتدريب طياريها.
* هذا من شأنه أن يمنح إسرائيل القدرة على تدمير كافة المنشآت النووية تحت الأرض في إيران، ما لم توافق طهران فورًا على تفكيك هذه المنشآت والسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول الكامل إليها.
* فقط إذا امتثلت إيران بالكامل، يمكن السماح لها ببرنامج نووي مدني تحت إشراف صارم من الوكالة.
* ولن يحدث ذلك إلا تحت تهديد عسكري حقيقي*.

2. الاعتراف بالشعب الفلسطيني:
* إعلان أن الإدارة الأميركية تعترف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير.
* ولكن عليهم أن *يظهروا استعدادهم لتحمّل مسؤوليات الدولة*: (عبر تشكيل *قيادة فلسطينية جديدة* جديرة بالثقة، خالية من الفساد، ملتزمة بخدمة مواطنيها، وقادرة على التعايش مع إسرائيل).

كما يجب على ترامب أن يوضح أنه *لن يقبل التوسع الاستيطاني المتسارع* الذي تدفع به حكومة نتنياهو، والذي يقود إلى دولة واحدة وحرب لا تنتهي.
(ففي مايو الماضي، وافقت الحكومة على إنشاء 22 مستوطنة جديدة — وهو أكبر توسع منذ عقود، *وهو تصرف جنوني ببساطة*).

زر الذهاب إلى الأعلى