إسرائيل… الذراع الأمريكية التي تُشعل الشرق الأوسط

بقلم علي أمين
من يظن أن الحرب الدائرة حاليًا هي بين إيران وإسرائيل فقط، فإنه لا يرى المشهد كاملًا. من يُصدق أن تل أبيب وحدها من يُدير المعركة، فهو واهم. الحقيقة أكبر من مجرد صراع بين قوتين إقليميتين؛ ما نشهده هو حرب تُخاض بأصابع إسرائيلية ولكن بمخططات أمريكية.
إسرائيل ليست أكثر من ذراع عسكرية وأمنية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
هي القفاز الذي ترتديه واشنطن عندما تريد أن تضرب، والواجهة التي تختبئ خلفها عندما تريد أن تشعل النار دون أن تتسخ يداها.
أمريكا تخطط… وإسرائيل تنفذ
واشنطن لا تحتاج أن تدخل الحرب بجنودها، لديها أداة جاهزة لذلك، لديها الكيان الإسرائيلي.
من يراقب المشهد عن قرب، يرى أن كل تصعيد إسرائيلي في المنطقة، سواء في غزة، لبنان، سوريا أو إيران، يأتي بعد تنسيق أمريكي، وبعد ضوء أخضر صريح أو ضمني من البنتاغون والبيت الأبيض.
أمريكا من تمد إسرائيل بالسلاح، وتدعمها استخباراتيًا، وتحميها سياسيًا. في مجلس الأمن، كم مرة استخدمت الفيتو الأمريكي لتعطيل قرارات وقف إطلاق النار في غزة؟
وفي المقابل، كم مرة دفعت واشنطن إسرائيل إلى التصعيد مع إيران، بذرائع أمنية، ثم انسحبت إلى مقاعد المتفرجين، تُراقب عن بعد نتائج حروبها التي تُخاض بدماء غيرها؟
السلام كذبة والنار مشروع
الولايات المتحدة تتحدث عن السلام، وتروّج للدبلوماسية، لكنها في الواقع تُشعل كل بقعة في الشرق الأوسط.
من العراق إلى سوريا، ومن لبنان إلى اليمن، ومن فلسطين إلى إيران… تجد النار مشتعلة، لكن اليد الخفية واحدة: أمريكا.
هم من صنعوا الفوضى تحت شعار “الديمقراطية”.
هم من مولوا الحروب، وغذّوا الصراعات الطائفية والعرقية.
وهم من أوجدوا إسرائيل ليس فقط كـ”دولة”، بل كـ”أداة جيوسياسية” لتنفيذ مشروعهم الكامل للهيمنة على موارد المنطقة وشعوبها ومستقبلها.
إسرائيل: الذراع القذر
إسرائيل ليست دولة “مستقلة”، كما يدّعي إعلامهم. هي القاعدة العسكرية الأمريكية المتقدمة، هي المندوب السامي الجديد في الشرق الأوسط، تؤدي دور الشرطي الدموي، دون أن يُكلّف أمريكا أكثر من شحنات سلاح، وتصريحات دعم سياسي، وبعض الضغوط على حلفائها.
حينما تُريد أمريكا استعراض القوة، تضرب إسرائيل.
وحينما تريد تخريب أي عملية استقرار في المنطقة، تحرّك إسرائيل.
وإذا أرادت إشغال إيران أو كبح محور المقاومة، فإن الطريق الأقصر والأكثر “نظافة” بالنسبة لها هو زرّ تشغيل الآلة العسكرية الإسرائيلية.
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها
إسرائيل لا تجرؤ على خوض حرب كبرى دون دعم واشنطن. لا تتحرك منفردة في قرارات مصيرية. كل خطوة كبيرة تخطوها إسرائيل، خاصة في المواجهات مع إيران أو في حروبها ضد غزة، تمر عبر غرف التخطيط الأمريكية.
لذلك فإن كل من يُصرّ على رؤية إسرائيل كفاعل مستقل، يتجاهل جوهر المعادلة:
إسرائيل هي أداة، مجرد أداة… والقرار في واشنطن.
الخلاصة:
الحرب ليست بين إسرائيل وإيران، بل بين أمريكا ومشروع الاستقلال والسيادة في المنطقة.
وإسرائيل ليست سوى الذراع القذر الذي تضرب به واشنطن كل من يرفض الخضوع لها.
فلا تغرنّكم الرايات ولا التصريحات…
من يُشعل النار هو من يصبّ الوقود، لا من يحمل الولاعة فقط.