نتنياهو، ترامب والمفاوضات المشروطة: مستقبل الحرب على غزة على المحك

خاص – قناة القدس

تناولت حلقة اليوم من جولة القدس المسائية عبر اذاعة قناة القدس مع المختص في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع أبعاد الحرب المستمرة على قطاع غزة، والتي لم تعد تقتصر على الميدان العسكري، بل تحولت إلى أزمة سياسية داخل إسرائيل نفسها، في ظل الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري وفشل الاحتلال في تحقيق أهدافه المعلنة.

ضغوط أمريكية وتصريحات متناقضة

أوضح مناع أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تحديد فترة زمنية لا تتجاوز ثلاثة أسابيع لنهاية الحرب، عكست حجم الضبابية في الموقف الأمريكي، مشيراً إلى أن واشنطن منحت إسرائيل “وقتاً محدداً” لتنفيذ عملياتها في مدينة غزة، في إطار خطة “مركبات جدعون 2”.

وأضاف أن إسرائيل تسير بمسارين متوازيين: مفاوضات بشروط إسرائيلية صارمة أعلنها نتنياهو مؤخراً، بالتزامن مع عمليات ميدانية تدريجية هدفها الأساسي تدمير ما تبقى من البنية التحتية والمباني في غزة، في محاولة لدفع السكان نحو الجنوب وإلى معسكرات احتجازية تمهيداً لمخطط التهجير.

الخلاف بين السياسي والعسكري

بيّن مناع أن الخلافات داخل إسرائيل تعمقت بعد السابع من أكتوبر، حيث يرى المستوى العسكري أن توسيع الحرب نحو مدينة غزة يعني إدخال الجيش في “مصائد الموت”، بينما يصر المستوى السياسي على تحقيق أهداف أيديولوجية، أبرزها السيطرة على القطاع وتهجير سكانه.

وأشار إلى أن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي يتعمد في تصريحاته التأكيد أن الأهداف محددة من المستوى السياسي، وكأن المؤسسة العسكرية تريد تحميل القيادة السياسية كامل مسؤولية الفشل والخسائر.

الأسرى والاحتجاجات الداخلية

وحول قضية الأسرى الإسرائيليين، أوضح مناع أن عائلات الأسرى تواصل احتجاجاتها لكن دون قيادة موحدة أو رؤية واضحة، وهو ما يضعف تأثيرها. ولفت إلى أن نتنياهو يتعامل مع هذه الضغوط بأسلوب “إبر تخدير” عبر إرسال مبعوثين لامتصاص الغضب دون تقديم حلول جذرية.

وأضاف أن المجتمع الإسرائيلي يتجه أكثر نحو اليمين، ويعتبر شريحة واسعة أن نتنياهو “بطل قومي”، مستفيداً من خطاب شعبوي يستند إلى مفردات “الخير في مواجهة الشر” ويمنح نفسه دور المدافع عن إسرائيل والغرب في مواجهة أعدائه.

إلى أين تتجه الحرب؟

رجح مناع أن مستقبل الحرب مرتبط بمصير المفاوضات، مؤكداً أن نتنياهو وضع خمسة شروط أساسية تشمل نزع سلاح المقاومة، إبعاد قياداتها، إعادة جميع الأسرى، وضمان إدارة غير فلسطينية للقطاع. وفي حال فشل المفاوضات، فإن إسرائيل ستتجه إلى توسيع عملياتها العسكرية في مدينة غزة رغم الضغوط الأمريكية والأوروبية.

واختتم قائلاً إن إسرائيل اليوم تقف أمام “اختبار استراتيجي” يحدد مستقبل حكومتها وعلاقاتها الدولية، بينما يبقى قطاع غزة ساحة الصراع الأساسية التي تعكس مأزق الاحتلال السياسي والعسكري.

زر الذهاب إلى الأعلى