الضفة تحت الاقتحامات وغزة تحت النار.. والأنظار إلى اجتماع واشنطن

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مخلفًا آلاف الشهداء ودمارًا واسعًا، فيما تتصاعد اقتحامات الضفة الغربية واعتداءات المستوطنين،
بالتزامن مع اجتماع سياسي في واشنطن لمناقشة “اليوم التالي للحرب”، وسط تشكيك فلسطيني بجدوى هذه النقاشات.

غزة تحت النار

ما زالت آلة الحرب الإسرائيلية تواصل استهدافها لمختلف مناطق قطاع غزة، حيث أدت الغارات المتواصلة إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى يوميًا، وتدمير البنية التحتية والأحياء السكنية.

وقدرت مصادر حقوقية أن عدد الشهداء تجاوز 72 ألفًا منذ السابع من أكتوبر، في ظل تحذيرات من استمرار الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.

تصعيد في الضفة الغربية

في موازاة العدوان على غزة، تشهد مدن الضفة الغربية عمليات اقتحام يومية تنفذها قوات الاحتلال بمشاركة قوات خاصة ووحدات نظامية،
تتخللها اعتقالات واعتداءات على المدنيين. وأكد المحلل السياسي الدكتور محمود خلوف أن تصريحات قادة الاحتلال تكشف عن “مخططات ضم واضحة” تهدد الوجود الفلسطيني في الضفة، مشيرًا إلى حديث وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات عن تحويل الضفة إلى كانتونات منفصلة شبيهة بـ”نموذج الإمارات”.

اجتماع واشنطن والسيناريوهات المطروحة

تزامنًا مع هذه التطورات، تحتضن العاصمة الأمريكية واشنطن اجتماعًا سياسيًا لبحث مستقبل غزة في “اليوم التالي للحرب”، بمشاركة شخصيات دولية من بينها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

واعتبر خلوف أن الاجتماع يفتقر للشرعية لغياب الفلسطينيين، محذرًا من أنه قد يشكل غطاء لمشاريع تهجير غير مباشرة تستهدف الشعب الفلسطيني تحت ذرائع اقتصادية.

“لا نريد أن ننخدع بالتعبيرات المنمقة التي تُسوَّق من واشنطن، فالمخططات الحقيقية تهدف إلى إفراغ غزة من أهلها وتكريس واقع جديد يخدم إسرائيل.” — د. محمود خلوف

الموقف الدولي

أشار خلوف إلى أن الولايات المتحدة تسعى لفرض حل أحادي يخدم إسرائيل، فيما بدأت أصوات أوروبية تعالى رفضًا للمجازر بحق الفلسطينيين، كما شهدت عواصم كبرلين ومدريد ولندن وواشنطن تظاهرات حاشدة تندد بالإبادة الجماعية وتدعو لاحترام القانون الدولي الإنساني.

يبقى المشهد الفلسطيني مفتوحًا على جميع الاحتمالات، بين استمرار العدوان على غزة وتصاعد الاقتحامات في الضفة، ومحاولات دولية لرسم ملامح مرحلة ما بعد الحرب.غير أن الواقع على الأرض يؤكد أن المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني تبقى العنوان الأبرز حتى اللحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى