في شهادة صادمة ومروعة تفتح أبواب الجحيم على مصراعيها، كشف قناص في جيش الاحتلال الإسرائيلي، في حديث لصحيفة “هآرتس” العبرية، عن الأوامر الدموية التي كانت تُنفذ بحق المدنيين الفلسطينيين الجياع الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
واعترف القناص ببرود تام بالآلية التي كانت تستخدم لتحويل مناطق توزيع المساعدات إلى حقول قتل، قائلاً: “أثناء حماية المساعدات الإنسانية بالقطاع، نضع حدودًا غير مرئية ونطلق النار على من يتجاوزها”.
هذا الاعتراف يكشف أن عمليات القتل لم تكن عشوائية أو نتيجة لـ”خطأ”، بل كانت سياسة ممنهجة تقوم على رسم خطوط وهمية في الرمال، يصبح تجاوزها حكمًا بالإعدام الفوري على أي شخص، حتى لو كان طفلاً يبحث عن لقمة عيش.
والأكثر فظاعة في شهادته هو اعترافه الصريح بقتل أعداد كبيرة من المدنيين، بمن فيهم الأطفال. وحين سُئل عن عدد ضحاياه، قال: “لا أعرف أعداد الذين قتلتهم من منتظري المساعدات، لكنهم كثر، وبينهم أطفال”.
هذه الشهادة، التي تأتي من “القاتل” نفسه، لا تمثل فقط وثيقة إدانة للجندي، بل للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأكملها التي أصدرت هذه الأوامر. إنها تحول “حماية المساعدات” من مهمة إنسانية إلى غطاء لجريمة حرب مكتملة الأركان، حيث يصبح الجوع والطحين فخًا للموت، ويصبح القناص هو الحكم والجلاد.