اعتراف هو الأخطر من نوعه.. بحبح يكشف المستور

في اعتراف هو الأخطر من نوعه، كشف الوسيط الأمريكي الفلسطيني، الدكتور بشارة بحبح، عن الوجه المظلم للمفاوضات الأخيرة، مؤكدًا أن المقترحات الأمريكية التي قُدمت لحماس لم تكن سوى طُعم في فخ دموي محكم.
ففي حديث صادم لـ “راديو الناس”، قال بحبح بصريح العبارة إن “المقترحات المتضاربة التي قدّمتها الإدارة الأمريكية مؤخرًا لحماس كانت بهدف جمع قادة حماس بغرفة واحدة في الدوحة لاغتيالهم”. هذا التصريح ينسف صورة الوسيط النزيه عن واشنطن، ويحولها إلى شريك مباشر في التخطيط لعملية اغتيال كبرى تحت غطاء دبلوماسي.
ويفسر هذا الاعتراف التناقضات التي شابت العروض الأمريكية، حيث لم يكن الهدف منها التوصل إلى اتفاق، بل خلق حالة من الحراك الدبلوماسي المكثف الذي يجبر قيادة حماس على الاجتماع في مكان واحد، مما يجعله هدفًا مثالياً لعملية الاغتيال التي فشلت في نهاية المطاف.
والغريب في الأمر، أنه في نفس الحديث، عاد بحبح ليمارس دور الوسيط، كاشفًا عن وجود “مؤشرات إيجابية من حماس بأنها مستعدة للعودة للمفاوضات فورًا”. لكنه أضاف أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، قائلاً: “ولكن حتى الآن لا يوجد رد من إسرائيل”.
هذا التناقض المذهل في حديث الوسيط نفسه يرسم صورة سريالية للمشهد: فبينما يتم الكشف عن أن طاولة المفاوضات كانت تُجهز لتكون “مصيدة موت”، يتم في نفس الوقت دعوة حماس للعودة إلى نفس الطاولة، في لعبة سياسية خطيرة لم تعد فيها الخطوط الفاصلة بين الدبلوماسية والمؤامرة واضحة.