مظاهرات وإضرابات في أكثر من 75 ساحة إيطالية ، وطرد محاضر جامعي خدم في جيش الاحتلال

شهدت75 مدينة إيطالية مظاهرات واسعة مناهضة لإسرائيل، حيث خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع رافعين لافتات تطالب بتحرير فلسطين وأعربوا عن دعمهم للمشاركين في أسطول الحرية المتجه إلى غزة.
وقد تركزت المظاهرات الكبرى في روما وميلانو وجنوة ونابولي وباليرمو وتورينو، ما أدى إلى شلل شبه كامل في حركة المواصلات العامة في معظم المدن، وإغلاق الموانئ البحرية، إلى جانب تسجيل اختناقات مرورية كبيرة.
وانطلقت هذه الموجة من الاحتجاجات بالتزامن مع ثاني أيام الإضراب الوطني ضد الحرب على غزة، والذي دعت إليه نقابة Usb ليوم كامل اليوم الاثنين.

وأكد منظمو الإضراب أن الهدف هو “الدفاع عن الأسطول، ووقف الإبادة الجماعية في غزة، وإنهاء اقتصاد الحرب”.
وشملت الحركة جميع القطاعات العامة والخاصة، مع توقعات بأن يتأثر قطاع النقل بشكل أكبر، باستثناء الرحلات الجوية، بينما تعطلت خدمات القطارات الإقليمية والمحلية.

كما وشهدت الجامعات الإيطالية الأسبوع الماضي عدة أحداث على خلفية الحرب في غزة وتداعياتها داخل أوروبا. ففي جامعة بيزا، اقتحم عشرات النشطاء المتضامنين مع فلسطين قاعة محاضرة للأستاذ رينو كازالا، الذي وُصف من قبلهم بـ”المحاضر الصهيوني”.
المتظاهرون رفعوا الأعلام الفلسطينية ووجهوا شتائم للاحتلال الإسرائيلي ولكل من يتعاون معه، قبل أن تتطور الأحداث إلى مشادة جسدية. أحد الطلاب حاول إبعاد المحتجين بالقوة فتعرّض للضرب، وتدخل الأستاذ نفسه بعد أن حاول بداية امتصاص الموقف بهدوء، لكنه تعرض للركل بعد تهديدات مباشرة استمرت دقائق طويلة.
وبحسب وسائل إعلام إيطالية، نُقل كازالا إلى المستشفى حيث شُخّصت إصابته برضوض في رأسه وكدمات في ذراعه، وروى لصحيفة “كورييري ديلا سيرا” أن بعض المحتجين انتزعوا الميكروفون من يده وألقوا الكتاب الذي كان يحمله أرضًا بدعوى أن عليه علمًا أمريكيًا صغيرًا، واصفين إياه بـ”الإمبريالي القذر”.
حادثة أخرى جرت في جامعة تورينو، حيث كان البروفسور الإسرائيلي بني زورا، المحاضر في الكلية الأكاديمية للهندسة في “براوده”، يلقي درسًا في “البوليتكنيكو دي تورينو”. خلال المحاضرة، قاطعه بعض المتظاهرين واتهموه بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم تقنيات التعرف على الوجه لفرض “نظام أبارتهايد” ضد الفلسطينيين.
زورا، الذي وثّقت الكاميرات تدخله، فجّر جدلًا أوسع حين أقر بخدمته العسكرية السابقة كضابط مقاتل في جيش الاحتلال، مضيفًا أن “الجيش الإسرائيلي هو الأطهر في العالم”. تصريح كهذا أجج التوتر داخل القاعة، وردّد الحاضرون شعارات تطالب بتحرير فلسطين.
وعندما أوضح زورا أنه يعتقد فعلًا أن فلسطين يجب أن تكون “حرة”، لكنه أضاف أنها يجب أن تكون “حرة من حماس”، اشتعل الخلاف أكثر.
إدارة الجامعة لم تتأخر في الرد، إذ أعلن رئيسها ستيفانو كورنييتي إنهاء التعاون مع المحاضر الإسرائيلي فورًا، مؤكدًا أن تصريحات كهذه “غير مقبولة على الإطلاق”، وأن الجامعة لطالما أدانت بشكل واضح “العنف المستمر ضد المدنيين في غزة”. القرار ترافق مع إعلان استدعاء زورا لجلسة تحقيق داخلية حول ما جرى.

زر الذهاب إلى الأعلى