العاهل الأردني: إلى متى سنكتفي بإصدار إدانة تلو أخرى دون تحرّك ملموس ؟

العاهل الأردني في الأمم المتحدة: الصمت على مأساة غزة قبولٌ بالجريمة
في كلمة مؤثرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تساءل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن قدرة الكلمات على التعبير عن حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الصمت الدولي قد يعني قبول الوضع المأساوي القائم. وأكد أن الفلسطينيين يعيشون في “دوامة قاسية” يُحرمون خلالها مرارًا وتكرارًا من حقوقهم الأساسية.
وشدّد العاهل الأردني على أن الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي أقدم صراع في العالم، وهو في جوهره احتلال غير قانوني لشعب مسلوب الإرادة. واعتبر أن الحرب المستمرة على غزة تمثل واحدة من أسوأ الأحداث في تاريخ الأمم المتحدة، مضيفًا: “إلى متى سنكتفي بإصدار إدانات دون تحرّك ملموس؟”.
الملك أشار إلى أن جميع محاولات التسوية التي جرت خلال العقود الماضية باءت بالفشل، فيما تستمر حكومة الاحتلال بانتهاك الوضع القائم في القدس والتعدي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية. واعتبر أن الدعوات الاستفزازية بشأن “إسرائيل الكبرى” لا يمكن القبول بها، مؤكدًا أن سياسات الاحتلال تقوّض أسس السلام وتدفن فكرة قيام الدولة الفلسطينية، إلى جانب انتهاكها المتكرر لسيادة دول المنطقة.
وفي خطابه، دعا الملك المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالفلسطينيين كشعب يمتلك نفس الطموحات والحقوق كبقية شعوب العالم، مشددًا على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس مكافأة بل حق لا جدال فيه. وأضاف أن الأمن لن يتحقق بالقوة، بل بالسلام العادل الذي يسمح لفلسطين وإسرائيل بالعيش جنبًا إلى جنب.
كما ذكّر بالمبادرة العربية للسلام التي قدّمها العرب قبل نحو ربع قرن، والتي ما زالت تمثل إطارًا واقعيًا وشاملًا للحل، مشيرًا إلى أن مزيدًا من الدول باتت تؤيد وقف إطلاق النار في غزة، وهو بصيص أمل وسط هذا الظلام.
وختم العاهل الأردني كلمته بالتأكيد على أن القوة ليست أساس الأمن، وأن الوقت قد حان لإنهاء دوامة العنف والسير نحو سلام عادل وشامل يضمن الكرامة لكل شعوب المنطقة.