المستوطنون يسيّجون أكثر من 4 آلاف دونم في الأغوار

كشف ناشطون وأهالي الأغوار الفلسطينية في الضفة الغربية، اليوم الاثنين، عن تسييج أحد المستوطنين خلال الأيام الماضية أكثر من أربعة آلاف دونم من الأراضي الزراعية المملوكة رسمياً لحوالي 40 عائلة فلسطينية، وسط استغلال الأوضاع الناتجة عن الحرب على قطاع غزة، والإغلاقات المتكررة في الضفة الغربية. وتُعتبر هذه الأراضي مصنّفة أراضي زراعية عالية الخصوبة، وهي مملوكة لأصحابها بوثائق طابو رسمية، بحسب ما يوضح الناشط في الأغوار أيمن غريب .
ويؤكد غريب أن المستوطن استغل الأحداث الأخيرة والحرب على قطاع غزة وإغلاق الطرق والبوابات في الأغوار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لجلب مستوطنين آخرين وتسييج نحو أربعة آلاف دونم من الأراضي، ما حرم الأهالي من الوصول إلى أراضيهم، وأثار قلقاً بالغاً حول التأثير على الأراضي المجاورة أيضاً، وحرمان أصحابها من الوصول إليها. وأشار غريب إلى رفع دعاوى قضائية من خلال المحامين وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية ضد الجيش الإسرائيلي، إلا أنه لم يصدر أي رد حتى الآن.
من جانبه، يؤكد المشرف العام لمنظمة البيدر الحقوقية حسن مليحات، أن هذه الأراضي مملوكة للفلسطينيين منذ عقود، وأن إجراءات التسييج تحد من النشاط الزراعي التقليدي، وتُعدّ جزءاً من سياسة مستمرة لفرض السيطرة على الأراضي الفلسطينية، داعياً إلى مراقبة الانتهاكات وضمان حقوق المواطنين. وفي سياق متصل، شهدت مناطق شمال الضفة الغربية تصاعداً في انتهاكات المستوطنين، حيث اقتحموا صباح اليوم مدرسة “التحدي” في خربة أبزيق، شمالي طوباس، وطالبوا طواقمها بالرحيل وسرقوا خزانات مياه تعود ملكيتها لأحد المواطنين، ما ألحق أضراراً بمرافق المدرسة وأثر على سير العملية التعليمية، بحسب مليحات.
كما اقتحم مستوطنون أراضي قرية بورين، جنوبي نابلس، وسرقوا ثمار الزيتون من أمام منازل المواطنين، بينما شرعت جرافات الاحتلال بتجريف نحو 70 دونماً في بئر عركة بمحافظة الخليل. وفي سياق آخر، أقدم مستوطن على إغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إلى قرية الزويدين، شرق يطا، وأطلق أغنامه في وسط الطريق، ما أعاق حركة الطلاب والمعلمين والأهالي. إضافة لذلك، رعى مستوطنون أبقارهم في أراضي قرية المغير، شمال شرقي رام الله.
وكشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أمس الأحد، عن استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على 70.147 دونماً، من خلال أمر وضع يد لأغراض عسكرية وأمنية، من أراضي قرى قريوت، واللبن الشرقية، والساوية، في محافظة نابلس، لصالح إقامة منطقة عازلة حول مستوطنة “عيلي” المقامة على أراضي الفلسطينيين.

وفي شأن آخر، عرقلت قوات الاحتلال صباحاً وصول التلاميذ والمعلمين إلى مدارسهم في الخليل، وأعاقت وصول الأهالي إلى منازلهم. إلى ذلك، أكدت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع إصابة شاب يبلغ من العمر 22 عاماً برصاصة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في قدمه، قرب جدار الفصل العنصري في بلدة الرام، شمال القدس. ونفذت مداهمات واعتقالات واسعة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية طاولت عدداً من الفلسطينيين.

زر الذهاب إلى الأعلى