“فتيات التلال” عصابات جديدة لسرقة زيتون الضفة

في مشهد جديد من انتهاكات الإسرائيليين في الضفة الغربية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر مجموعة من المستوطِنات، يطلقن على أنفسهن اسم “فتيات التلال”، وهن يقمن بسرقة ثمار الزيتون الفلسطيني في منطقة جبل بانياس ببلدة نحالين (غرب بيت لحم) حيث نشرت هذه الأفعال على حساباتهن في تطبيق “تيك توك”.
وتظهر المقاطع قيام المستوطِنات بسرقة ثمار الزيتون من أشجار المزارعين الفلسطينيين بشكل منظم، في انتهاك واضح للممتلكات الزراعية خلال موسم الحصاد، مما أثار غضب الأهالي ومستخدمي وسائل التواصل.


وتأتي هذه الحوادث ضمن سلسلة اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين على الأراضي والمزروعات الفلسطينية، خاصة موسم الزيتون كما كل عام، مما يزيد التوتر في المنطقة ويضع المزارعين أمام تحديات يومية لحماية أراضيهم ومواسمهم الزراعية.

وتصاعدت ردود الفعل على مواقع التواصل، حيث دعا ناشطون وأهالي المنطقة إلى توثيق الحوادث وتقديم شكاوى للجهات الحقوقية والقانونية، كما حثّ نشطاء المؤسسات المدنية والحقوقية على فتح تحقيق فوري ومتابعة الحالات المصوّرة، ويظل المزارعون في حالة يقظة دائمة خلال موسم الحصاد.
وأجمع مغردون أن “فتيات التلال” فرغتهن الحكومة الإسرائيلية لهذه المهام الاستيطانية، وتصرف لهن رواتب، وتؤمن لهن كامل احتياجاتهن من أجل القيام بهذه المهمة.

وأشار آخرون إلى أن تحويل القهر والاحتلال إلى لعبة وفخر على وسائل التواصل يظهر الوجه القبيح للظلم الإسرائيلي، فالفتيات المشاركات في هذه الانتهاكات لا يسرقن ثمار الزيتون فحسب بل يسرقن الإنسانية نفسها، ويظهرن كيف يزرع الاحتلال الكراهية منذ الصغر.
ولفت مدونون إلى أن إسرائيل ليست دولة بالمعنى الطبيعي، بل عصابة متخصصة في الاستحواذ على خيرات البلاد العربية منذ أجدادها الأوائل “الهاغانا”.

وتشهد الضفة المحتلة موجة جديدة من الاستيطان تحت اسم “فتيات التلال” وهي مجموعات نسائية إسرائيلية تروج لما يوصف بالاستيطان الناعم.
وتختلف هذه الموجة عن الاستيطان التقليدي في مظهرها الخارجي، حيث تعتمد على فتيات يتركن التعليم والحياة المدنية ليعشن في خيام ومساكن بدائية على قمم الجبال، بدلاً من الاعتماد على الأسلحة والدوريات العسكرية.
وبرزت هذه الظاهرة كامتداد طبيعي لحركة “فتية التلال” التي أسسها مستوطنون متطرفون عام 1998 بتشجيع مباشر من وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون.
غير أن النسخة النسائية تقدم الاستيطان بوجه مغاير، يروج لهذا النمط المصطنع باعتباره تضحية من أجل “الأرض الموعودة” في وقت يواصل المستوطنون سلب الأرض من الفلسطينيين وترسيخ السيطرة الإسرائيلية على مساحات واسعة من الضفة الغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى