تزامنًا مع تزايد المؤشرات حول إمكانية التوصل إلى هُدنة وصفقة تبادل أسرى في قطاع غزة، صعّد الاحتلال من وتيرة غاراته الجوية وقصفه العنيف على الأحياء السكنية ومراكز الإيواء، ما أسفر عن استشهاد المزيد من الضحايا من المواطنين بينهم نساء وأطفال.
وقالت مصادر محلية إن ساعات الليل الماضية شهدت موجة من الغارات المُركّزة على مناطق متفرقة في جنوب ووسط القطاع، بالتزامن مع استمرار القصف المدفعي على المناطق الحدودية، إضافة إلى مجازر مروّعة في شمال القطاع، ما أدى إلى ارتكاب المزيد من المجازر وارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى بشكل كبير.
يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي تشير فيه وسائل إعلام عبرية إلى تقدم في المفاوضات بوساطة دولية وإقليمية، مع زيادة فرص التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن هدنة لمدة 60 يومًا، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى، وفقًا لمقترح ويتكوف الذي أعيد طرحه مؤخراً ضمن جهود وقف إطلاق النار.
في المقابل، يرى مراقبون أن الاحتلال يلجأ إلى تكثيف عملياته العسكرية بهدف تحقيق مكاسب ميدانية وسياسية قبيل أي اتفاق محتمل، فيما حذرت جهات حقوقية ودولية من أن استمرار استهداف المواطنين ومرافق الحياة الأساسية قد يؤدي إلى تعميق الكارثة الإنسانية، وعرقلة أي جهود نحو التهدئة.
وبحسب “وزارة الصحة في غزة”، ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان إلى أكثر من 55 ألف شهيد، إضافة إلى ما يزيد عن 100 ألف مصاب، غالبيتهم من النساء والأطفال. وأكدت الوزارة أن استمرار القصف واستهداف مراكز الإيواء والمستشفيات يهدد بانهيار المنظومة الصحية بشكل كامل.
كما أكّد “المكتب الإعلامي الحكومي في غزة” أن تصعيد الاحتلال المتواصل يأتي في إطار مساعيه لفرض شروطه على أي اتفاق تهدئة، مؤكداً أن هذه الجرائم لن تُضعف صمود الشعب الفلسطيني.
وأشار “مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)” إلى أن عدد النازحين في قطاع غزة تجاوز “مليوني شخص”، في ظل أوضاع إنسانية كارثية ونقص حاد في الغذاء والدواء والماء.
ويعيش سكان قطاع غزة أوضاعًا إنسانية صعبة في ظل انعدام مقومات الحياة الأساسية، مع تكدُّس مئات آلاف النازحين في المدارس ومراكز الإيواء المزدحمة، وسط نقص حاد في المواد الغذائية والطبية.