سوريا تشترط وقف الهجمات والانسحاب: مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل برعاية إقليمية ودولية

قناة القدس | في الطريق إلى اتفاق مؤقت؟ مصادر في سوريا: “ندير اتصالات مع إسرائيل” | هذه هي الشروط

يستمر الحديث عن اتفاق محتمل بين (إسرائيل) وسوريا، واليوم (السبت) تواصلت التغطية في الإعلام العربي. فقد نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” الصادرة في لندن باللغة العربية تقريرًا بعنوان: “هل سوريا مستعدة للسلام مع (إسرائيل)؟”

وبحسب مصادر قريبة من النظام السوري في دمشق تحدثت للصحيفة، فإن مفاوضات غير مباشرة تُجرى بين الجانبين – برعاية إقليمية ودولية – وقد أُعلن عنها مسبقًا من قبل الرئيس السوري أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني).
وقالت المصادر:

“سوريا تطالب بوقف الهجمات والاقتحامات الإسرائيلية لأراضيها، وتطلب العودة إلى اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974. من جهتها، تسعى (إسرائيل) لإقامة منطقة عازلة جديدة، ومن المرجح التوصل إلى اتفاق أمني يمهد الطريق لاتفاق سلام شامل في المستقبل”.


الشرع يريد اتفاقًا – ولكن بشروط

ونفت المصادر التوصل حاليًا إلى اتفاق دائم، لكنها لم تستبعد إبرام اتفاق يمهّد الطريق لاتفاق شامل أو للانضمام إلى اتفاقات أبراهام. وذكرت أن العملية تتقدم بسرعة، وأن دمشق تثق في الوساطة العربية للحفاظ على سيادتها. كما تأمل – وفق المصادر – أن تمارس الولايات المتحدة والدول الغربية ضغطًا على إسرائيل لوقف هجماتها.

وأضافت المصادر:

“الرئيس الشرع يريد بشدة التوصل إلى اتفاق مع (إسرائيل)، لكنه يربطه بانسحاب إسرائيلي سريع من النقاط داخل الأراضي السورية”.

في القدس، هناك معارضة لهذا الطلب، وخلال المفاوضات يُناقش خيار تأجيل الانسحاب أو تخفيفه تدريجيًا. وتشير مصادر مطلعة إلى أن السوريين أكثر حماسًا من الإسرائيليين لدفع العملية نحو الأمام.


الاتفاق التاريخي – والتغيير على الأرض

الاتفاق الذي تطالب سوريا بالعودة إليه هو اتفاق فصل القوات الذي تم توقيعه في مايو 1974، بعد حرب يوم الغفران واستمرار المعارك على الجبهة السورية. وينص الاتفاق على وجود خطين للفصل – إسرائيلي وسوري – وبينهما منطقة عازلة منزوعة السلاح تحت إشراف قوة الأمم المتحدة (أوندوف).

سحبت (إسرائيل) قواتها من الجيب السوري الذي احتلته، ومن قمة جبل الشيخ (الشيخ) ومناطق أخرى قرب القنيطرة. وقد تم الحفاظ على الاتفاق فعليًا حتى دخل الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة العازلة عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

تغييرات ميدانية: انتشار جديد للجيش السوري

منذ تولي الرئيس الجديد أحمد الشرع السلطة، تغيّر الوضع على الحدود:
• (إسرائيل) تعمل في مناطق كانت سابقًا منزوعة السلاح.
• تطالب (إسرائيل) بإخلاء كامل جنوب دمشق من السلاح.

في هذا السياق، أفاد موقع “أرم نيوز” الإماراتي هذا الشهر بأن جهاز الأمن العام السوري بدأ تحضيرات لنشر قوات في جنوب سوريا – لأول مرة منذ سقوط نظام الأسد – وذلك بعد موافقة إسرائيلية وبتأثير من الضغط الأمريكي.

توتر محلي: مناوشات مع سكان المنطقة

في موازاة ذلك، أُفيد مؤخرًا بوقوع احتكاكات بين الجيش الإسرائيلي وسكان قرى تقع في المنطقة العازلة.
قناة “الميادين” اللبنانية أفادت اليوم أن “سكان منطقة صيدا في الجولان السوري يرفضون تلقي مساعدات إسرائيلية”.


سوريا تغيّر الاتجاه – لكنها لا تتنازل

في الشأن السياسي، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع في مؤتمر صحفي عقده في باريس إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مايو الماضي، أن مفاوضات غير مباشرة جارية بين إسرائيل وسوريا.

قال الشرع:

“إنها مفاوضات غير مباشرة تهدف إلى تهدئة الأوضاع ومنع فقدان السيطرة”.
وأكد أن سوريا لا تُشكل تهديدًا على دول المنطقة – بما فيها إسرائيل.


خبير سوري: السلام الكامل مبكر الآن

في تقرير “الشرق الأوسط”، صرّح الباحث السياسي السوري وائل العجي أن “السلام الكامل مع إسرائيل لا يزال مبكرًا”، وأوضح أن الحكومة السورية الجديدة لديها أولويات أكثر إلحاحًا.

قال العجي:

“سوريا لا تريد مواجهة عسكرية مع أي قوة خارجية، والشعب السوري منهك من الحروب ومن استغلال الأنظمة السابقة للقضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي”.

“الهدف الأساسي للنظام الجديد هو تحسين الظروف المعيشية، وتحقيق السلام المدني، والوحدة الوطنية – لا الحروب”.

وأضاف العجي بشأن إسرائيل:

“القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة توضح بجلاء حقوق الشعب السوري، ومن يحتل أراضي من الطرف الآخر”.
“اللجوء إلى القانون الدولي والمؤسسات الدولية هو الخيار الأفضل والأكثر أمانًا والأقل تكلفة على جميع المستويات”.

أمريكا تمهّد الطريق: تصريحات ويتكوف وبراك

بالتزامن، صرّح المبعوث الأمريكي للمنطقة ستيف ويتكوف الأسبوع الماضي أن إعلانات مهمة قد تصدر قريبًا عن دول تنضم إلى اتفاقيات أبراهام.

قناة MTV اللبنانية ذكرت أن توماس براك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا (ويؤدي مؤقتًا أيضًا مهام المبعوث إلى لبنان)، قال في لقاءاته في بيروت:

“قطار اتفاقيات أبراهام يتحرك بسرعة – خصوصًا في سوريا، التي انفتحت بسرعة على الحلول”.
ودعا لبنان إلى الانضمام إلى هذا الاتجاه الدولي كي لا يبقى خارج المعادلة.

زر الذهاب إلى الأعلى