بيت حانون… المدينة التي تنهض من الركام لتصنع المجازر: كمين واحد يهز جيش الاحتلال ويعيد تعريف جدوى المقاومة

قناة القدس | بعد كمين بيت حانون: كيف تتحول الأنقاض إلى ساحات اشتباك، والشهداء إلى خط النار الأول؟

في واحدة من أعنف عمليات المقاومة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، فجّرت كتيبة بيت حانون مفاجأة جديدة أربكت الجيش الإسرائيلي، وأعادت تسليط الضوء على مدينةٍ زعم الاحتلال أنه “أباد” مقاومتها و”قضى على قادتها”. غير أن الحقيقة التي تفجّرت في حقل ألغام بيت حانون كشفت هشاشة تلك الادعاءات، وأثبتت أن المقاومة ليست جسداً يمكن قتله، بل روحاً تتجدد بعد كل شهيد، وقادةً يخلف بعضهم بعضاً بأشد بأسًا.


بيت حانون: من أرض ممسوحة إلى فوهة مقاومة لا تهدأ

  • افتتح الاحتلال عدوانه البري على غزة من بيت حانون في 27 أكتوبر 2023، في مشهد دلالي أراد به تأكيد الحسم.

  • عادت قوات الاحتلال لاقتحام البلدة أكثر من عشر مرات، وفقًا لصحيفة معاريف، وتم قصفها، نسفها، وتجريفها حتى لم يُبقَ فيها مبنى قائم.

  • خلال تلك الاجتياحات، زعمت “إسرائيل” أنها قضت على كتيبة بيت حانون بالكامل، بل أعلنت عن اغتيال قائدها حسين فياض.

  • بعد أشهر من إعلان اغتياله، ظهر القائد الميداني حسين فياض علنًا، مرتين، متحديًا الاحتلال في وضح النهار.

  • فشلت استخبارات الاحتلال في تحديد مكانه، رغم الإمكانيات التكنولوجية الهائلة.


كمين بيت حانون: تفجيرٌ تحت الأقدام، ورصاص فوق الرؤوس

في تفاصيل نشرها راديو الجيش الإسرائيلي:

  • الهجوم وقع أثناء تحرك كتيبتين لتطهير المنطقة رغم أن الاحتلال أعلن عن تطهيرها سابقاً.

  • قوة من كتيبة 97 “نتساح يهودا” سارت مشيًا على الأقدام، فانفجرت بها ألغام مفخخة عن بُعد.

  • أثناء محاولة الإنقاذ، فتحت المقاومة نيرانًا كثيفة على الجنود، فأوقعت إصابات جديدة في صفوف قوات الإسناد.

  • تعقّدت عملية الإخلاء، ما استدعى إرسال المزيد من فرق الإنقاذ تحت خطر الاستهداف المباشر.

خلاصة الرواية العسكرية الإسرائيلية:
الكمين كان محكمًا… ذكيًا… واستنزف أكثر من وحدة في وقتٍ قياسي.


هل فشلت نظرية “القضاء على المقاومة”؟

ما حدث في بيت حانون ليس حادثة ميدانية عابرة، بل رسالة مركبة للاحتلال:

  • أن القضاء على مقاوم لا يعني نهاية القتال؛ فكل شهيد يخلفه عشرات، وكل قائد يرتقي يُولد خلفه قائدٌ أشرس.

  • أن الأرض حين تُجتث من سكانها، فإنها لا تنام، بل تُفجّر من تحت أقدام المحتلين.

  • أن بلدة لا يبقى فيها حجر على حجر، يمكن أن تكون أكثر جبهات القتال ذكاءً وتنظيمًا وخطورة.


بين السياسة والميدان: اهتزاز في تل أبيب

في تل أبيب، لا تُقرأ خسائر بيت حانون كمجرد أرقام، بل كدلالات على عمق الإخفاق:

  • الكنيست يشهد تصدعاً حاداً في الخطاب السياسي بين من يطالب بإنهاء الحرب فوراً، ومن يُصر على الاستمرار في “جحيم غزة”.

  • قادة مثل لابيد وغولان باتوا يتحدثون بوضوح عن ضرورة عقد صفقة ووقف الحرب.

  • فيما يواصل وزراء كـبن غفير وسموتريتش الحديث بلغة الدم والسحق، التي أثبتت فشلها حتى اللحظة.


ختاماً: بيت حانون ليست مجرد مدينة، بل معادلة كاملة

حين تُهاجم قوة مشاة بكمينٍ مدروس في أرض أعلن الاحتلال تطهيرها عشر مرات، وتُصاب فرق الإنقاذ، وتُستنزف الكتائب، فإن ذلك يعني أن:

بيت حانون ليست منطقة اجتياح… بل منطقة كمين دائم.
وليست بلدة مهدمة… بل قاعدة متجددة للمفاجآت.
وليست جبهة ثانوية… بل رسالة سياسية وميدانية تقول: نحن باقون… والمقاومة باقية.

وهكذا، يعود السؤال الأكبر ليطارد عقل الاحتلال:
إذا كانت هذه هي “المنطقة المطهّرة”… فكيف سيكون شكل الهزيمة في قلب الميدان؟

زر الذهاب إلى الأعلى