قناة القدس | أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، أمس الجمعة، أن حزبه غير مستعدّ لتسليم سلاحه في ظل ما يتهدد لبنان من “خطر وجودي”.
وجاءت تصريحات قاسم بعدما سلّمت الولايات المتحدة بواسطة مبعوثها الخاص إلى سورية توماس باراك، طلبا يقضي بالتزام رسمي من الدولة اللبنانية بنزع كامل سلاح حزب الله.
وكان باراك قد أعرب عن ارتياحه إلى مضمون الردّ اللبناني الذي لم تفصح عنه الدولة اللبنانية بعد، في وقت أعاد رئيس الجمهورية جوزيف عون التأكيد على أن بيروت عازمة على “حصر السلاح” بيد الدولة، لكنه شدّد على ضرورة معالجة الملف “برويّة ومسؤولية”.
وقال قاسم، في كلمة تعليقا على الطلب الأمريكي، إن “مشروع نزع السلاح الآن، في هذه المرحلة، في كل الأطروحات، هو من أجل إسرائيل”.
وأضاف “لبنان أمام تهديد وجودي، المقاومة أمام تهديد وجودي، وهذا أكبر خطر يُهدّد لبنان”.
وشدد أن “صد هذا الخطر هو في بقاء قوة المقاومة، والتماسك بين الدولة والمقاومة، وتعاون كل الأطراف اللبنانيين على تمرير هذه المرحلة وبتطبيق إسرائيل للاتفاق والضغط على أميركا وفرنسا والأمم المتحدة والرعاة، أن يخرجوا إسرائيل من لبنان وأن ينفذوا ما عليهم”.
وأضاف: “لا يوجد لدينا استسلام، لا يوجد لدينا تسليم لإسرائيل، لن تستلم إسرائيل السلاح منّا”.
وتابع أن حزب الله حاضر لأي عمل يؤدي إلى التفاهم اللبناني والقدرة اللبنانية والمكانة اللبنانية، “لكن كُرمى لعيون إسرائيل وأميركا لن نعطي هذا تحت أي نوع من أنواع التهديدات، لا أحد يفكر بهذا المسار”.
وخاض حزب الله تصعيدا عسكريا ضد “إسرائيل” منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تحوّل الى مواجهة مفتوحة اعتبارا من سبتمبر/ أيلول 2024، قبل التواصل لاتفاق وقف إطلاق نار.
ورغم ذلك، تواصل “إسرائيل” انتهاك الاتفاق عبر شن غارات على مناطق لبنانية عدة خصوصا في الجنوب، تستهدف عناصر وقيادات في الحزب ومواقع له.
وتصر “إسرائيل” على مواصلة العمل في لبنان “لإزالة أي تهديد” ضدها، ومنع حزب الله من إعادة ترميم قدراته التي تضررت بشدة خلال الحرب الأخيرة، كما توعّدت بمواصلة شنّ ضربات ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاح الحزب.
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مناطق توغلت إليها خلال الحرب، لكن “إسرائيل” أبقت على وجودها في خمسة مرتفعات إستراتيجية.