تحذيرات من خديعة تفاوضية كبرى: أمريكا تنقلب على مسار الصفقة وتُمهّد لاستسلام لا اتفاق

خاص – قناة القدس – وسط أجواء تفاؤل نسجتها التصريحات الأميركية والإسرائيلية في الأيام الماضية بشأن مفاوضات الدوحة، جاءت تصريحات المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين (ويتكوف) لتقلب المشهد رأسًا على عقب، مثيرةً شكوكًا حول نوايا حقيقية لإنهاء الحرب وعقد صفقة تبادل أسرى.

وقال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، مدير عام مركز مسارات للدراسات في حديث خاص عبر اذاعة قناة القدس، إن تصريحات ويتكوف شكلت “صدمة” بعد تقديرات عديدة رجّحت حدوث اختراق فعلي في المفاوضات، خاصة عقب رد حركة حماس الأخير، والذي وصفه مسؤولون إسرائيليون بأنه “يمهّد الطريق نحو اتفاق”.

وأضاف المصري خلال حديثه لإذاعة قناة القدس، أن الانقلاب المفاجئ في المواقف يعكس نمطًا متكررًا من “الخديعة السياسية” التي تلجأ إليها إسرائيل، بالتوازي مع تسريبات إعلامية إيجابية، في محاولة لابتزاز المزيد من التنازلات من الجانب الفلسطيني.

وأوضح أن “كل هذا يجري رغم المرونة الكبيرة التي أبدتها حركة حماس”، مرجّحًا أن تكون التصريحات الأميركية الأخيرة بمثابة محاولة ضغط أخيرة، أو أنها تمثل موقفًا حقيقيًا يعكس رغبة في “الاستسلام الكامل” لا الاتفاق المتوازن.

وأكد المصري أن ما يجري في قطاع غزة، من تجويع وتعطيش وإبادة ممنهجة، يؤشر إلى أن “مشروع التهجير” ما زال مطروحًا بقوة على الطاولة، وهو ما يجعل أي حديث عن نوايا سلمية عرضة للتشكيك.

وشدد المصري على أن الولايات المتحدة، رغم إظهارها دور الوسيط، تظل هي صاحبة القرار النهائي، قائلًا: “ظهر ذلك في أكثر من محطة، أبرزها عندما أجبر ترامب إسرائيل على سحب طائراتها في إحدى جولات التصعيد مع إيران”.

وحول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة، قال المصري إنها تسير في ذات الاتجاه الرافض للاتفاق، في ما قد يكون جزءًا من مناورة تفاوضية، لكنها تجري على حساب دماء الفلسطينيين، مؤكّدًا أن “استمرار الإبادة يجري بلا توقف، فيما يُستخدم التفاؤل كأداة خداع”.

وفي تعليقه على خيارات المفاوض الفلسطيني، دعا المصري إلى “اغتنام أي فرصة حقيقية لوقف الإبادة دون الوصول إلى الاستسلام”، مؤكدًا أن “الاستسلام لن يؤدي إلى إنهاء الحرب، بل سيشجع إسرائيل على تسريع تنفيذ مشاريعها الإبادية”.

وختم المصري بالقول: “لا نستطيع الجزم أن الاتفاق انتهى، كما لا يمكن أن نقول إنه مضمون. هناك عوامل تدفع نحو الاتفاق، لكن الحذر واجب”.

للإستماع للمقابلة كاملة:-

زر الذهاب إلى الأعلى