حرب إبادة تاريخية وسط صمت دولي وتواطؤ عربي

خاص – قناة القدس – وصف الدكتور أمجد الشهاب، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي في حديثه لإذاعة قناة القدس، ما يجري في قطاع غزة بأنه “أبشع من مشاهد الحرب العالمية الثانية”، مشددًا على أن الاحتلال يستخدم سياسة التجويع كسلاح استراتيجي لكسر إرادة الفلسطينيين، وسط صمت دولي وتخاذل عربي واضح.

وفي حديث إذاعي مطوّل عبر القدس، قال الشهاب إن ما يتعرض له القطاع من إبادة جماعية يفوق كل المعايير القانونية والأخلاقية، مؤكدًا أن “193 دولة حول العالم تلتزم الصمت، في وقت تُذبح فيه الإنسانية في غزة.”

وأشار إلى أن الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه على مدار 21 شهرًا، بدءًا من تفكيك المقاومة إلى محاولة الضغط عبر تجويع السكان، مؤكدًا أن كل محاولات الاحتلال من ضرب الجبهة الداخلية إلى دعم عصابات إجرامية فشلت فشلًا ذريعًا، وأن المقاومة ما زالت صامدة، “بل وقادرة على الاستمرار لأشهر طويلة قادمة.”

مساعدات شكلية ومحاولة تجميل

وعن دخول مساعدات محدودة للقطاع، أشار الشهاب إلى أن ذلك ليس تحولًا استراتيجيًا، بل محاولة دعائية لـ”تجميل وجه الاحتلال أمام العالم”، وسط ضغط شعبي ودولي بسبب مشاهد المجاعة والدمار.

حراك الداخل والضفة: قمع منظم وقيادة غائبة

وفي ما يخص الحراك داخل أراضي 48 والضفة الغربية، قال الشهاب إن هناك محاولات لكسر حاجز الخوف، لكن الاحتلال يواجه أي تحرك بالقمع والاعتقالات، وسط غياب قيادة سياسية قادرة على استثمار هذه اللحظة التاريخية.

غياب المشروع الوطني الفلسطيني

وتحدث الشهاب عن غياب “المشروع الوطني” والشلل الذي يضرب المؤسسات الفلسطينية، قائلاً: “الضفة الغربية بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية، ولا توجد سلطة حقيقية أو قيادة سياسية فاعلة، ولا حتى قضاء مستقل.”

وأضاف أن استمرار السلطة الفلسطينية في التنسيق الأمني وعدم تطبيق قرارات المجلس المركزي منذ سنوات يعكس حالة من الشلل السياسي، متسائلًا: “أين الردود الفعل؟ أين هو البرنامج؟ حتى الاعتراف بالدولة الفلسطينية أصبح بلا قيمة في ظل غياب السيادة.”

تحذير من نهاية قاتمة

وفي ختام حديثه، شبّه الدكتور الشهاب الحالة الفلسطينية بـ”الضفدعة في الماء المغلي”، التي تفقد قدرتها على القفز والنجاة بعد أن تُنهك تدريجيًا، محذرًا من نهاية قاتمة إذا لم يحدث تغيير جذري في البنية القيادية والسياسية الفلسطينية.

وأكد أن ما يحدث هو مقدمة لتوسّع إسرائيلي إقليمي، يبدأ من غزة ولا ينتهي بسيناء أو جنوب لبنان.

للاستماع للمقابلة كاملة:

زر الذهاب إلى الأعلى