غزة تختنق: مجازر، جوع، وأقدام حافية تبحث عن الحياة

ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية إلى أكثر من 100 شهيد، بينهم 30 من طالبي المساعدات، في وقتٍ تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين العُزَّل في مناطق توزيع الإغاثة، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.

ووفقاً لمصادر طبية اشار الصحفي وسام البردويل في جديث لاذاعة قناة القدس الى ان القطاع استقبل اليوم أكثر من 79 شهيداً منذ الفجر، في حين أُصيب ما يزيد عن 382 شخصاً بجراح متفاوتة. وارتفع عدد الشهداء منذ استئناف العدوان في 18 مارس إلى 8,755 شهيداً، بينما بلغ إجمالي الشهداء منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر نحو 59,921 شهيداً.

واشار البردويل الى ان وزارة الصحة في غزة أعلنت أيضًا عن تسجيل 147 وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الساعات الماضية، بينهم 88 طفلاً، في ظل استمرار منع إدخال حليب الأطفال منذ 150 يوماً.


مجزرة يومية واستهداف للمحتاجين

بدأ اليوم الاثنين بمجزرة مروعة ارتكبتها قوات الاحتلال قرب محور نتساريم وسط غزة، حيث سقط عشرات الضحايا من طالبي المساعدات. وفي وقت لاحق، تم قنص أكثر من 20 فلسطينياً قرب محور موراج جنوب خان يونس.

الطائرات الإسرائيلية استهدفت مراكز الإيواء وخيام النازحين، أبرزها قصف كلية نماء في حي الشيخ رضوان، ومحيط مسجد حمزة في النصيرات، إضافة إلى عناصر تأمين المساعدات في منطقة السودانية، ومنزل لعائلة أبو عمرة في دير البلح، فضلاً عن قصف “توك توك” شمال خان يونس.


مساعدات لا تسمن ولا تغني من جوع

رغم الترويج الإعلامي العربي والدولي لدخول مساعدات، إلا أن الواقع يقول غير ذلك. فالمساعدات التي أُسقطت جواً من ثلاث طائرات أردنية وإماراتية لم تتعدَّ 25 طناً فقط – ما يعادل شاحنة واحدة – بحسب تقارير صحفية غربية.

“ماذا تفعل شاحنة واحدة في وجه مجاعة تضرب مليونين؟”، يتساءل أحد الصحفيين من غزة. إذ لم تُدخل قوات الاحتلال أي مساعدات خلال ساعات الهدنة المعلنة، بل تم نهب وسرقة ما وصل لاحقاً، وسط استهداف مباشر لطالبي الإغاثة.


كارثة إنسانية تهدد الرضع

المكتب الإعلامي الحكومي بغزة حذّر من “كارثة إنسانية غير مسبوقة”، إذ يتهدد الموت البطيء أكثر من 40 ألف رضيع نتيجة انعدام حليب الأطفال. وقال البيان إن الاحتلال يتحمل مسؤولية هذه الإبادة الجماعية الصامتة.


مشاهد من يوميات الغزيين:

  • الجوع أنسى الناس الخوف من القصف.
  • الناس ينهارون في الشوارع من التعب والمرض.
  • آباء يخرجون قبل الفجر بحثًا عن ربطة خبز.
  • من لا يُقتل بالقنص، قد يموت جوعًا أو مرضًا.

الأسواق فارغة، الأسعار خيالية، والناس يلجؤون لتغيير طعم الماء بالبهارات لإسكات جوع الأطفال. كيلو البندورة يتجاوز 120 شيكلًا، والبصل 100 شيكل، والخضار شبه معدومة. أما الملابس والأحذية، فمشهد السير حفاة بات مألوفًا في شوارع غزة.


“غبار الحرب على الثياب.. والجوع في العيون”

لا ملابس، لا أحذية، لا أدوات تنظيف. كل ما تبقى هو الرماد والدم. بعض التجار باتوا يعدّلون في الملابس الشتوية لتناسب الصيف، لكن الأولوية للناس لم تعد الثياب، بل لقمة العيش والبقاء على قيد الحياة.


نداء أخير: من يسمع؟

“لا نريد شحنات استعراضية أو إسقاطات إعلامية”، يقول أحد الغزيين. “نريد كسر الحصار الحقيقي، ووقف المذبحة. ربع مليون غزي بين شهيد ومفقود ومصاب – هل هذا لا يستحق هزّة ضمير؟”

قطاع غزة يئن تحت وطأة الحرب والجوع. والعالم… صامت.

للاستماع للحلقة كاملة:

زر الذهاب إلى الأعلى