بين الخفايا والقرارات: لعبة نتنياهو السرية في غزة!

لا تخبّط في قرارات الحكومة ..
بل خطة مدروسة نحو تدمير غزة والبقاء في الحكم
مناورات محسوبة لا فوضى عشوائية
في ظل الاتهامات المتكررة بالتخبّط والفوضى داخل حكومة نتنياهو–سموتريتش بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، تكشف القناة 12 العبرية في تقرير تحليلي أن ما يجري ليس ارتباكًا بل “مناورة تكتيكية” مدروسة، تشبه ما يُعرف في الإبحار الشراعي بـ”تاكينغ” — أي تغيير اتجاه القارب مع تغيّر الريح، دون تغيير الهدف.
نتنياهو، بحسب التقرير، يُبحر بثبات نحو هدف واضح: البقاء في الحكم لأطول وقت ممكن، ولو على أنقاض غزة والديمقراطية الإسرائيلية. أما شريكه “سموتريتش”، فيُنفّذ رؤيته بلا مواربة: احتلال القطاع، تهجير سكانه، تدميره، وفرض الاستيطان اليهودي فيه، بدعم شعبي من أكثر من نصف اليهود في إسرائيل، حسب استطلاع جامعة تل أبيب.
مساعدات … تحت حراسة المرتزقة
تُشير القناة “12” العبرية إلى أن إدخال المساعدات إلى غزة، سواء عبر الشاحنات أو الإسقاط الجوي، تمّ بضغط دولي خانق، لكن وفق آلية عبثية: شركة أميركية غامضة تُشرف على التوزيع، المرتزقة الأميركيون يسيطرون على النقاط، والجيش الإسرائيلي يوفّر الحماية للمسارات.
الهدف؟ تقليل الكارثة إنسانيًا أمام الإعلام، دون المساس بجوهر الخطة: إبقاء غزة تحت الحصار والجوع، مع هامش تحكّم في الصورة الدولية.
جيش الاحتلال في قلب العبث .. والجنود يدفعون الثمن
بينما تُواصل إسرائيل تنفيذ عملياتها العسكرية في غزة، يسجّل التقرير أن عدد القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين يقترب من 50 منذ خرق وقف إطلاق النار في مارس الماضي. وفي الوقت ذاته، يتحوّل حيش الاحتلال تدريجيًا إلى نموذج “تجنيد إجباري مدفوع الأجر”، حيث لا يُسرّح المجندون بل يُمدَّد لهم تلقائيًا، وتُضخ مليارات إضافية للمنظومة العسكرية.
ميزانية الأمن قفزت بـ42 مليار شيكل في قرار واحد، في ما وصفه التقرير بأنه “إسبرطة بلا زهد ولا قدوة”.
إيال زامير … الرجل الذي في يده الكوابح
في القسم الأخطر من التحليل، يوجّه الصحفي الإسرائيلي عوفر شيلح الأنظار إلى رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، مشيرًا إلى أنه يمتلك القدرة وربما الواجب لوقف الانزلاق نحو ما سمّاه وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس بـ”حرب الجحيم”.
لكن زامير، حسب المقال، اختار أن يضع على الطاولة “خطط حسم” غير حاسمة، ويقود الجيش إلى استنزاف جسدي وأخلاقي مروّع، دون أثر فعلي على حماس أو على نتائج الحرب.
السؤال الأخطر: من يقود السفينة فعلًا؟
مع تحصّن كل جنرال في موقعه، وكأن لا مسؤولية جماعية تقع على هيئة أركان جيش الاحتلال العامة، يطرح التقرير سؤالًا حاسمًا:
هل يرى هؤلاء إلى أين تبحر السفينة؟
وهل يكتفون بلعب دور منفّذي أوامر لقيادة سياسية لا تبحث سوى عن الحرب؟
في ظل انهيار الصورة الأخلاقية لإسرائيل داخليًا وخارجيًا، وتراجع ثقة مواطنيها بمستقبلهم، تبدو الحرب في نظر الحكومة مجرد “واقع حياة”، بينما الحقيقة على الأرض تحكي قصة موت جماعي وخراب سياسي.
لحظة الحقيقة تقترب
لقد وضعهم التاريخ أمام اختبار لا سابق له. ليس نتنياهو وحده، ولا سموتريتش فقط، بل أيضًا القيادة العسكرية الإسرائيلية كلها.
فهل يستفيقون قبل أن تصطدم السفينة بالصخور؟ أم أن الجنون السياسي سيسحب الجميع إلى الغرق؟