وجع لا يُرى… الأسرى الفلسطينيون يواجهون الجحيم بصمت

خاص – قناة القدس
قال الخبير في شؤون الأسرى، حسن عبد ربه، إن أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي شهدت تدهورًا غير مسبوق بعد السابع من أكتوبر، حيث تمارس سلطات الاحتلال سياسة انتقام جماعي تشمل العزل، والتعذيب، والحرمان من الزيارات والعلاج، وحتى من أبسط الحقوق الإنسانية.
وأوضح عبد ربه خلال استضافته في الجولة المسائلة عبر اذاعة قناة القدس، أن أكثر من 18,500 حالة اعتقال سُجلت منذ بداية الحرب، معظمهم من الضفة الغربية، إلى جانب آلاف المعتقلين من قطاع غزة الذين وُصفوا بـ”المقاتلين غير الشرعيين”، مما يعني حرمانهم من أي حماية قانونية أو إنسانية.
وأشار إلى أن عدد المعتقلين الإداريين ارتفع إلى أكثر من 3,600 معتقل بدون تهمة أو محاكمة، فيما تجاوز عدد الأسرى المصنفين “مقاتلين غير شرعيين” من غزة 2,500 أسير، لافتًا إلى أن هؤلاء يُمنعون من التواصل مع العالم الخارجي أو تلقي الزيارات، ويُحتجزون في أماكن غير معلنة.
وأكد عبد ربه أن ظروف الاحتجاز تتضمن تفشي الأمراض الجلدية مثل “الجرب”، وغياب النظافة، والتجويع المتعمد، وعمليات اقتحام يومية للأقسام، فضلًا عن استخدام أساليب مهينة كالتفتيش العاري.
76 شهيدًا داخل السجون
أشار عبد ربه إلى استشهاد 76 أسيرًا فلسطينيًا داخل سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر، موضحًا أن الأسباب تراوحت بين التعذيب المباشر والإهمال الطبي والقتل العمد. ولفت إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى، خصوصًا في ظل التعتيم على أوضاع الأسرى من قطاع غزة.
الأسيرات والأطفال في دائرة الانتهاكات
وبيّن أن عدد الأسيرات تجاوز 50 أسيرة، منهن من تعرضن للاعتقال الإداري، وأخريات خضعن للتفتيش العاري والعقوبات الجماعية، وسط ظروف احتجاز قاسية تشمل نقصًا في الملابس ومواد النظافة. كما أشار إلى وجود أسيرتين على الأقل في حالة حمل داخل الأسر.
التوثيق والمساءلة
وشدد عبد ربه على أهمية عمليات التوثيق الجارية عبر مؤسسات حقوقية، مثل هيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير، ومؤسسة الضمير، لما له من دور مستقبلي في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية.
الدور المطلوب فلسطينيًا
واختتم الخبير حديثه بدعوة إلى توحيد الجهود رسميًا وشعبيًا خلف قضية الأسرى، باعتبارها “قضية جامعة”، مشددًا على ضرورة استمرارية الفعاليات والنشاطات التي تُسلط الضوء على معاناة الأسرى وتطالب بإطلاق سراحهم وإنقاذ حياتهم.