غضب لدى جنود الاحتياط … الحكومة تساعد الحريديم “الفارين من الخدمة” على السفر بدل اعتقالهم

أثار اقتطاع الحكومة الإسرائيلية عشرة ملايين شيكل من ميزانيات عدّة وزارات لتمويل رحلات جوية لليهود الحريديم إلى أوكرانيا، غضباً واسعاً في صفوف جنود الاحتياط الذين يتهيأون هذه الأيام للمشاركة في احتلال مدينة غزة، بعد مطالبتهم بذلك بموجب “الأمر 8” الذي أرسله الجيش لهم. وتفاقم الغضب بشكل خاص، بعدما تكشّف وفقاً لما أورده موقع “واينت”، اليوم الأربعاء، أن رئيس حزب “شاس” (حرّاس التوراة الشرقيين)، أرييه درعي، طلب من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، التدخل لعدم تنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة بحق الشبان الحريديم الفارّين من الخدمة، عندما يسافر هؤلاء عبر مطار بن غوريون إلى مدينة أومان الأوكرانية، لزيارة قبر الحاخام نحمان المدفون هناك، وهو جزء من إحيائهم الأعياد اليهودية التي ستحل قريباً.
في غضون ذلك، توجه رئيس المعارضة الصهيونية يائير لبيد، ومنظمة “إسرائيل حرّة”، إلى المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف-ميارا، مطالباً بوقف المقترح، وهدد باللجوء إلى المحكمة العليا لتقديم التماس إن “دُفع مقترح تسفير المتهرّبين من الخدمة العسكرية إلى أومان”، وشدد في رسالته للمستشارة على استخدام الأخيرة صلاحياتها لوقف ما تقدم، معتبراً أن “محاولات الدفع بالمقترح الذي سيساعد الفارّين من الخدمة على الخروج من البلاد، غير قانوني”. والسبب بحسبه، أن الحديث يجري حول “متهربين فارّين فُعّلت ضدهم صلاحيات إنفاذ القانون، بسبب مخالفتهم، ولذلك فإن التدخل (بتسفيرهم من دون إنفاذ قانون الاعتقال الصادر حقهم) غير شرعي وينتهك ما هو منصوص عليه بالقانون بشأن الحكم على المتهرّبين من الخدمة العسكرية الإلزامية بالسجن”.
وفي وقتٍ سابق أمس الثلاثاء، وفي ظل الخشية من تنفيذ اعتقالات واسعة بحق المتهربين، هدد رئيس مركز “مغين وموشياع”، ورئيس بلدية مستوطنة “إلعاد” السابق يسرائيل بروش، بأنه “لو تطلب الأمر سنأتي بـ20 ألف شخص إلى المطار ونعطل المكان. إذا لم نسافر، لن نسمح لأحد بالسفر أيضاً”. وادعى في مقابلة مع راديو “كول حاي” أنه “ما هو مسموح لليساريين مسموح لنا. في الأثناء طالب كبار حكماء إسرائيل بفعل ذلك (السماح بسفر الحريديم دون اعتقالهم)، وقد يحدث ذلك.. نعمل على إيجاد حلول، وكل الخيارات مطروحة عن الطاولة”.
ورداً على ما سبق، أعلنت منظمات ينضوي في إطارها جنود احتياط، نيّتها الوصول إلى مطار بن غوريون قبيل سفر طلاب المعاهد الدينية للاحتجاج على قرار الحكومة تمويل سفرهم، في الوقت الذي يُلزم فيه آلاف الاحتياطيين بالاستعداد للمشاركة في الحرب. وفي جزء من الاحتجاج، سيقيم جنود الاحتياط في قاعة المغادرين منصات تجنيد تتضمن شروحات عن مسارات الخدمة للمتدينين، مطالبين بـ”أن يتوبوا وينخرطوا في الخدمة، ليكونوا صهاينة صالحين”.
وفي السياق، قال عضو الكنيست السابق يوعاز هندل، الذي يخدم بصفة قائد كتيبة احتياط ويشغل منصب رئيس حركة “الاحتياطيون”، إن “هذا تشويه قِيَمي مجنون. الحكومة تهتم برحلات المتهرّبين من الخدمة. يسجدون على قبور الصدّيقين بينما نحن والعائلات الثكلى نسجد على قبور الأبطال”. وفي الإطار ذاته، وقّعت مئات من زوجات جنود الاحتياط على رسالة عضوات منتدى “شريكات في الخدمة”، دعون فيها نتنياهو، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان، إيال زمير، إلى “الاحتفاظ بكل وسيلة فعّالة” لتجنيد المقاتلين، بما في ذلك منع السفر إلى الخارج”. وكتبن: “هذا ليس فقط انعداماً بالإحساس، بل هو استخفاف صارخ بجنود الجيش الإسرائيلي ومجنّداته”، وطالبن بأن “يتمكن أبناؤنا ورجالنا من الصلاة في رأس السنة في الكنيس، وليس في أزقة غزة.. ينبغي لكم فعل ما هو ضروري كي ينضم آلاف الجنود الجدد أخيراً إلى الخدمة”، في إشارة إلى الحريديم.