طائرات مسيّرة “أمريكية” فوق غزة لمراقبة وقف إطلاق النار

نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، اليوم الجمعة، عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين وأميركيين، قولهم إنّ الجيش الأميركي بدأ في الأيام الأخيرة تشغيل طائرات مسيّرة للمراقبة فوق قطاع غزة المحاصر، ضمن جهد أوسع يهدف إلى التأكد من التزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.
ووفقاً لما أوردته الصحيفة، نقلاً عن مسؤولَين عسكريين إسرائيليين ومسؤول دفاع أميركي، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، لمناقشة تفاصيل عملياتية، فإن هذه الطائرات تُستخدم لمراقبة الأنشطة الميدانية في غزة، بموافقة من إسرائيل. وأوضحوا أنهم غير قادرين على مشاركة مسارات تحليق تلك الطائرات. وأضاف المسؤولون الثلاثة أن مهام المراقبة هذه تُنفَّذ لدعم مركز التنسيق المدني العسكري الجديد في جنوب إسرائيل، الذي أنشأته القيادة المركزية الأميركية، الأسبوع الماضي، جزئياً لمتابعة وقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من أنّ الجيش الأميركي سبق أن استخدم طائرات مسيّرة فوق غزة للمساعدة في تحديد مواقع الأسرى الإسرائيليين، إلا أنّ جهود الاستطلاع الأخيرة تشير إلى رغبة المسؤولين الأميركيين في امتلاك فهم مستقل لما يحدث داخل القطاع، بمعزل عن المعلومات الإسرائيلية، وفقاً لـ”نيويورك تايمز”. وفي المراحل الأولى من الحرب، استخدمت الولايات المتحدة طائرات من طراز “MQ-9 ريبر” فوق غزة لدعم جهود تحرير الأسرى الإسرائيليين، وشاركت المعلومات المستخلصة من تلك المهمات مع إسرائيل، بما في ذلك تحديد أماكن يُحتمل وجود هؤلاء فيها.
ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية، التي تُشرف على جهود مراقبة وقف إطلاق النار، على استفسارات مفصلة بشأن الطائرات المسيّرة. كما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق.

وأعرب دبلوماسي أميركي سابق ومسؤول دفاعي، إضافة إلى بعض المسؤولين الإسرائيليين، عن دهشتهم من مهام المراقبة الأميركية الأخيرة في غزة نظراً للعلاقات العسكرية الوثيقة بين الطرفين. وقال دانيال ب. شابيرو، الذي شغل منصب السفير الأميركي لدى إسرائيل في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، وعمل مبعوثاً خاصاً إلى إسرائيل بشأن إيران في عهد الرئيس جو بايدن: “هذا شكل متقدّم جداً من المراقبة الأميركية في جبهة تعتبرها إسرائيل منطقة تهديد نشط”. وأضاف شابيرو: “لو كان هناك شفافية كاملة وثقة تامة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لما كانت هناك حاجة إلى ذلك. لكن من الواضح أن الولايات المتحدة تريد تجنّب أي احتمال لسوء الفهم”.
وقال الكابتن تيموثي هوكينز، المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، في مقابلة مع قناة “i24” الإسرائيلية، أمس الخميس، إنّ مركز التنسيق المدني العسكري “يضم قاعة عمليات تمكّننا من مراقبة ما يجري على الأرض في غزة في الوقت الفعلي”. وأضاف أنهم “يعملون بجد للحفاظ على وقف إطلاق النار”، معترفاً بأن الوضع “هش للغاية”.
وفي وقت سابق، نقلت صحيفة هآرتس عن مصادر أمنية إسرائيلية أنّ الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل إبلاغها مسبقاً قبل أي هجوم عسكري “غير اعتيادي” في القطاع، بما في ذلك الغارات الجوية، محذّرة من أن أي تحركات منفردة قد تُعرّض اتفاق وقف إطلاق النار للخطر.

زر الذهاب إلى الأعلى