حكومة الدعم السريع تعلن سيطرتها على دارفور وتدعو إلى نظام علماني ديمقراطي
وخطاب جديد يرسم ملامح مرحلة ما بعد الحرب

في خطابٍ أعلن رئيس حكومة “تأسيس” محمد حسن التعايشيظن بقيادة قوات الدعم السريع في السودان عن سلسلة من المواقف والتصريحات التي تُعدّ من أبرز التطورات السياسية والعسكرية في البلاد منذ اندلاع الحرب الدامية.
وقال رئيس الحكومة إنّ الشعب السوداني وقوات تأسيس حققوا انتصارًا حاسمًا في معركتي الفاشر وبارا، مؤكدًا أنّ بلاده تمرّ بمنعطف تاريخي يكشف “حقيقة الحرب التي فرضها جيش الحركة الإسلامية”، على حدّ وصفه.
وأضاف أنّ الجيش يرفض جميع المبادرات والدعوات لوقف القتال، ويتمسك بخيار الحرب، مشيرًا إلى أنّ إقليم دارفور أصبح تحت سيطرة الحكومة الجديدة بعد هزيمة القوات المتحالفة مع الجيش.
وشدّد رئيس حكومة “تأسيس” على تمسّك حكومته بمبدأ وحدة السودان وإقامة نظام علماني ديمقراطي عادل يقوم على اللامركزية وبناء جيش وطني مهني جديد، لافتًا إلى أنّ أيّ تجاوزات فردية في مدينة الفاشر “لا تعبّر عن سياسة الحكومة”، وأنّ مرتكبيها “سيُحاسبون وفق القانون”.
كما أعلن عن إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وصيانة حقوق الإنسان، موضحًا أنّ وزارة الداخلية تلقت توجيهات بتعزيز وجودها الأمني في كافة الولايات، خصوصًا في الفاشر، وأنّ عودة المواطنين إلى مناطقهم ستتم بعد إزالة الألغام وإنهاء المظاهر العسكرية.
وفي الجانب الإنساني، دعا المنظمات الدولية لتكثيف جهودها الإغاثية، معلنًا عن تشكيل قوة متخصصة لحماية المدنيين، ومرحبًا بانطلاق عمل برنامج الغذاء العالمي في السودان بحرية كاملة.
واختتم رئيس حكومة “تأسيس” خطابه بالتأكيد على أنّ حكومته ماضية في بناء دولة العدالة والحرية، داعيًا إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة استجابةً لدعوة “الرباعية الدولية”.
يأتي هذا الخطاب في وقتٍ يشهد فيه السودان تصاعدًا في المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط أزمة إنسانية متفاقمة ومعاناةٍ متزايدة للمدنيين في مختلف أنحاء البلاد، في حين لا تزال الجهود الدولية تبحث عن مخرجٍ يوقف نزيف الدم المستمر منذ أكثر من عام ونصف.