كاتب إسرائيلي يكشف عن ثنائية “شيطانية” تهدد بقاء “الدولة”

في مقاله المنشور في يديعوت أحرونوت، يطرح الكاتب الإسرائيلي أري شافيت دعوة عاجلة لتفكيك الانقسام الطائفي الذي يعصف بإسرائيل، مشيرًا إلى أن اللحظة الراهنة تتطلب تكرار تجربة ديفيد بن غوريون التاريخية في توحيد المجتمع الإسرائيلي بعد حرب الاستقلال.

يستعرض شافيت كيف نجح بن غوريون في دمج الفصائل المسلحة والمناهج التعليمية المختلفة تحت إطار الدولة الوليدة، ما أسهم في بناء مجتمع متماسك قادر على خوض الحروب واستيعاب المهاجرين. ويقارن ذلك بالوضع الحالي حيث تمزق المجتمع الإسرائيلي طائفتان متصارعتان: “طائفة بيبي” و”طائفة لا بيبي”.

يحمّل شافيت هاتين الطائفتين مسؤولية ما أسماه بـ”الكارثة الوطنية” التي حلّت في السابع من أكتوبر، مؤكدًا أن انقسام المجتمع بين مؤيدين ومناهضين لنتنياهو شلّ القدرة على التفكير السليم وأدخل الدولة في حالة من العمى الجماعي.

ويستحضر الكاتب مقالاً سابقًا كتبه قبل ست سنوات بعنوان “البيبيسيس”، وصف فيه هذا الانقسام المرضي باعتباره فيروسًا أصاب الجهاز العصبي للمجتمع الإسرائيلي، وأفقده القدرة على النقاش العقلاني في قضايا جوهرية مثل التعليم والرعاية الصحية والسياسات العامة.

ويؤكد شافيت أن الأزمة الحادة التي مرّت بها إسرائيل مؤخراً، إلى جانب الإنجاز الأمني الكبير في يونيو 2025، تشكّل فرصة نادرة لإعادة التفكير. فنتنياهو ليس “شيطانًا” كما يصوره خصومه، ولا “منقذًا أبديًا” كما يراه أنصاره، بل هو قائد بخصاله ونقائصه ويجب الحكم عليه بعقلانية.

ويشدد الكاتب على أن الخطر الحقيقي لا يكمن في شخص نتنياهو، بل في “البيبيسي” ذاته: تلك الثنائية الطائفية التي ابتلعت الحياة السياسية وأفسدت ثورة كاملة لجيل بأكمله، محولَة الدولة إلى ساحة للصراخ والكراهية والعبادة العمياء للأشخاص.

يختم شافيت مقاله بنداء وطني حاسم: آن الأوان لتفكيك طائفتي “بيبي” و”لا بيبي”، تمامًا كما فكك بن غوريون الفصائل المسلحة في بدايات الدولة. فالمهمة الكبرى في العقد الثامن من عمر إسرائيل هي العودة إلى العقل، وإعادة بناء مجتمع إسرائيلي متماسك لا تحكمه الأصنام السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى