قناة القدس | وسط مخاوف من تصعيد إقليمي، حذّر مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى هذا الأسبوع في موقع بريتبارت نيوز من ضرورة منع الحكومة التركية من الحصول على طائرات إف-35 الأمريكية المتطورة ، خشية استخدامها بشكل عدواني، بما في ذلك ضد إسرائيل.
وأشار المسؤول إلى احتمال مواجهة عسكرية مع تركيا، وهو احتمال وصفه بأنه “بعيد ولكنه متزايد”. وحسب قوله، يسعى نظام الرئيس رجب طيب أردوغان جاهدًا لاستعادة الإرث الإمبراطوري للإمبراطورية العثمانية، بما في ذلك استعادة السيطرة على القدس.
قال المسؤول: “ستتخذ إسرائيل خطوات لإحباط هذه النوايا إذا لزم الأمر”، لكنه أكد أن الأولوية هي تجنب التصعيد. ومع ذلك، أشار إلى أن إسرائيل سبق أن اتخذت إجراءات لإحباط الخطط التركية في سوريا، وستتخذ إجراءات أخرى إذا لزم الأمر.
وأكد المسؤول أن إسرائيل ترى أن الكونغرس الأمريكي قادر، بل ينبغي عليه، على عرقلة أي صفقة لبيع طائرات إف-35 لتركيا. وحسب قوله، فإن تزويد أردوغان بطائرات متطورة قد يضر بالاستقرار الإقليمي، بل ويعرض إسرائيل للخطر.
وتأتي تعليقات المسؤول الكبير على خلفية كشف صحيفة معاريف أن الإدارة الأميركية تدرس تقديم نوع مختلف من الصفقات الشاملة لتركيا: شراء سربين من طائرات إف-16 بلوك 70، وهو أحدث طراز من الطائرة المقاتلة الشهيرة، والمجهزة بأنظمة إلكترونيات طيران متقدمة، ورادار AESA جديد، وقدرة محسنة على التحمل جو-جو.
يُشغّل سلاح الجو التركي، أحد أكبر الجيوش في أوروبا والشرق الأوسط، حاليًا ما بين 250 و300 طائرة من طراز إف-16 دي، وهي طائرة مُشابهة لطائرة “باراك” المُستخدمة لدى سلاح الجو الإسرائيلي. إضافةً إلى ذلك، تمتلك تركيا عشرات طائرات فانتوم القديمة المُصنّعة في سبعينيات القرن الماضي، والتي خضع بعضها للتطوير في إسرائيل في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ومعظم أنظمتها من إنتاج إسرائيلي.
كانت تركيا في الأصل شريكًا رسميًا في برنامج تطوير طائرة إف-35، وكان من المقرر حتى شراء طائرات لقواتها الجوية. إلا أن شراء أنقرة لنظام الدفاع الجوي الروسي إس-400 قبل عقد من الزمان أثار غضب واشنطن، مما أدى إلى استبعادها من المشروع وفرض قيود صارمة على تصدير التكنولوجيا العسكرية المتقدمة إليها. ويتمثل مصدر القلق الرئيسي في تسرب معلومات إلى موسكو حول قدرات التخفي لطائرة إف-35.
بينما تُهمّش تركيا، من المتوقع أن تتسلم جارتها اليونانية طائرات إف-35 خلال السنوات المقبلة. ويتخذ التوتر بين البلدين، الذي يعود إلى نزاعات تاريخية وإقليمية حول قبرص وبحر إيجة، بُعدًا جديدًا في المجال الجوي. وتخشى أنقرة من تفوق اليونان الجوي، وتسعى إلى تقليص الفجوة من خلال تحديث أسطولها من طائرات إف-16 وإعادة تحديثه.