غزة- قناة القدس: في سابقة عالمية خطيرة، أعلنت مصادر طبية في غزة، اليوم الثلاثاء، عن وفاة أربعة فلسطينيين، بينهم طفلان، نتيجة سوء التغذية والجفاف، في ظل تفاقم الحصار والمجاعة التي تجتاح القطاع منذ أشهر، دون استجابة دولية جادة لوقف الكارثة المتصاعدة.
مجمع الشفاء الطبي في غزة، أفاد بوفاة الطفل الرضيع يوسف محمد الصفدي، البالغ من العمر 40 يومًا، بسبب الجوع ونقص الحليب في شمال القطاع، في واحدة من أبشع صور الحصار المفروض على الأطفال والرضّع.
أما مستشفى شهداء الأقصى قال إن استشهاد أحمد الحسنات نتيجة تدهور حالته الصحية بفعل سوء التغذية.
بينما استُشهد الطفل عبد الجواد الغلبان (12 عامًا) بسبب نقص البروتينات والحليب والكالسيوم، وهو ما بات ظاهرة شائعة في صفوف أطفال غزة الذين يُتركون لملاقاة الجوع بلا غذاء ولا علاج.
كما استُشهدت الشابة رحيل محمد رصرص في مدينة خانيونس جنوب القطاع، نتيجة الجفاف والمجاعة، في ظل حرمان الأهالي من المياه والاحتياجات الأساسية.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أعلنت تحذيرات شديدة اللهجة، مؤكدة أن الوضع في غزة خرج عن السيطرة، وأن جميع من في القطاع، بمن فيهم مقدمو الرعاية الإنسانية والطبية، باتوا بحاجة إلى من يرعاهم. وأضافت أن الأطباء والممرضين والصحفيين يعانون من الجوع والإرهاق الشديد، ويُغمى على كثير منهم أثناء تأدية مهامهم.
وأشارت الوكالة إلى أن البحث عن الطعام بات خطيرًا بقدر خطورة القصف، وأن أكثر من ألف فلسطيني لقوا حتفهم جوعًا منذ نهاية شهر أيار/مايو. ووصفت الوكالة ما يسمى برامج توزيع المساعدات بـ”الفخ المميت السادي”، مؤكدة أن القناصة يطلقون النار بشكل عشوائي على الجموع التي تنتظر المساعدات، في ظل إفلات كامل من العقاب.
وأضافت أن المشهد القائم لا يمكن أن يكون الوضع الطبيعي الجديد، وأن تقديم المساعدات يجب أن يكون عملية إنسانية خالصة، لا مهمة للمرتزقة، مؤكدة امتلاك الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين القدرة والخبرة لتوزيع المساعدات بأمان وكرامة وعلى نطاق واسع، إذا ما توفرت الإرادة السياسية لوقف العدوان.
وفي ظل هذه المأساة، حذر المتحدث باسم بلدية غزة من كارثة مائية موازية، مؤكداً أن العطش يجتاح المدينة، وأن نصيب الفرد من المياه لا يتجاوز 5 ليترات يوميًا لتغطية احتياجات الشرب والطهي والنظافة، في حين تغطي آبار المياه أقل من 12% من حاجة الفلسطينيين اليومية.
يُذكر أن هذه الأرقام والمشاهد تأتي في وقت يتواصل فيه الحصار الشامل على قطاع غزة، وسط شلل دولي وعجز إنساني عن وقف الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب بحق أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين منذ ما يزيد عن تسعة أشهر.