يريدون صفقة … لكن لا يريدون إنهاء الحرب
عائلات الأسرى … في انتظار المجهول
منذ السابع من أكتوبر، تعيش عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة كابوسًا وحالة من القلق المتواصل. الغموض يحيط بالمفاوضات، والشكوك تتزايد حول ما إذا كانت هناك صفقة قريبة أم لا، وهل ستكون صفقة شاملة أم جزئية. الأسئلة كثيرة، لكن الجواب الحاسم لا يزال غائبًا: ما مصير الأسرى الأسرائيليين؟
تفاؤل دولي … ولكن بشروط
مصادر رفيعة في حكومة الاحتلال وأخرى من إحدى الدول الوسيطة لا تزال ترى احتمالًا حقيقيًا للتوصل إلى صفقة تبادل جزئية في وقت قريب، ضمن الإطار المعروف باسم “ويتكوف”. لكن إتمامها مشروط بتنازلات من الطرفين، وهو ما يعمل عليه الوسطاء حاليًا.
مفاوضات خلف الكواليس … في سردينيا
في جزيرة سردينيا الإيطالية، جرت سلسلة لقاءات خلال الأسابيع الماضية بين مسؤولين من قطر، الولايات المتحدة، وإسرائيل. ورغم مغادرة رئيس وزراء قطر، فإن المباحثات لا تزال مستمرة على مستويات عالية، في محاولة للدفع نحو اتفاق.
حماس تغيّر لهجتها وتثير التوتر
حتى نهاية الأسبوع الماضي، كانت حماس تبعث برسائل تفيد بأن ملف الأسرى ليس عقبة، وأن العقبة الأساسية كانت في شروط الانسحاب ومدى وقف إطلاق النار. لكن بشكل مفاجئ، عادت الحركة وقدّمت مطالب جديدة تتعلق بهوية الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، بالإضافة إلى شروط على توقيت وآلية إيصال المساعدات الإنسانية.
غضب في صفوف الوسطاء
بيّن الصحفي الإسرائيلي “رونين بيرغمان” أنّ هذا التحول أثار استياءً لدى الدول الوسيطة، بما في ذلك مصر وقطر، وفق ما ذكره مصدر كبير في إحدى هذه الدول. وتحوّل التوتر بين حماس والوسطاء من خلف الكواليس إلى تبادل علني للاتهامات.
نتنياهو: يريد صفقة فقط … ولا نهاية للحرب
المصادر الإسرائيلية تشير بوضوح إلى أن رئيس وزراء الاحتلال “بنيامين نتنياهو” يريد صفقة محدودة فقط، ولا ينوي إنهاء الحرب. بل إنه، بحسب مسؤولين في جهاز الأمن لحكومة الاحتلال، يتصرف وكأنه يتهيأ لاستئناف القتال فور انتهاء الصفقة، وقد يبحث عن ذريعة لخرق أيّ اتفاق تهدئة بمجرد أن تُتاح له الفرصة، حتى لو اضطر لاستخدام حماس كمبرر جاهز لذلك
لماذا يوافق الأميركيون؟
تساءلت مصادر أمنية إسرائيلية عن موقف واشنطن، خاصة وأن اتفاق التهدئة السابق لـ 60 يومًا كان يفترض أن يتحوّل إلى دائم. فهل من المنطقي تكرار ذات التجربة مع نفس النتائج المتوقعة؟
الجهود مستمرة للتوصل إلى صفقة تبادل، لكن المواقف والتوجهات السياسية والعسكرية تبدو متضاربة. الصفقة ممكنة، لكن وقف الحرب لا يبدو مطروحًا بجدية على طاولة القرار الإسرائيلي، ما يجعل المشهد أكثر تعقيدًا، ويُبقي مصير الأسرى في دائرة الغموض.
في ظل التعقيدات الراهنة، يبدو أن صفقة التبادل ليست الهدف بحد ذاته، بل مجرد أداة تُستخدم ضمن حسابات سياسية وعسكرية أوسع. والضحية كالمعتاد هم المواطنين، والأسرى الفلسطينيين، والواقع الإنساني المتدهور في غزة. فهل سيتغير هذا السيناريو قريبًا؟ أم أن ما يُراد هو استمرار اللعبة دون نهاية واضحة؟