مراقبون: زيارة ويتكوف لغزة تُثبت انحياز واشنطن الكامل لإسرائيل

خاص – قناة القدس: أكد المختص في الشأن الأمريكي، محمد القاسم، أن زيارة المبعوث الأمريكي ديفيد ويتكوف إلى قطاع غزة تأتي في إطار تدخل أمريكي متسارع في ملف المفاوضات المتعلقة بالحرب على غزة، وتهدف بالأساس إلى تثبيت الرؤية الإسرائيلية عبر بوابة “المساعدات الإنسانية”.

وقال القاسم خلال حديث إذاعي لـ”قناة القدس”، إن زيارة ويتكوف، التي جاءت وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حملت رسائل سياسية واضحة، مفادها أن الولايات المتحدة تدعم مؤسسة “غزة الإنسانية”، في محاولة لتجميل أدائها وتحسين صورتها على الساحة الدولية، رغم الفوضى التي رافقت تأسيسها وعملها.

وأضاف أن “الولايات المتحدة تسعى عبر هذه المؤسسة إلى منع عودة الأمم المتحدة ومنظماتها إلى قطاع غزة، كما أن الإدارة الأمريكية تبنّت الموقف الإسرائيلي بالكامل، بل وتجاوزته في بعض الأحيان، ما يبرهن على غياب أي دور أمريكي حيادي في الوساطة”.

ولفت القاسم إلى أن واشنطن، رغم دعوات المحتجين في إسرائيل للضغط على حكومة نتنياهو، لم تمارس أي ضغط فعلي، بل سمحت لتيارات متطرفة مثل بن غفير وسموتريتش بتوجيه دفة المفاوضات، وهو ما يؤكد أن الموقف الأمريكي أقرب ما يكون إلى “تدخل أمني بغطاء إنساني لصالح إسرائيل”.

وأشار إلى أن إعلان ويتكوف فشل المفاوضات وسحب الفريق الأمريكي من الدوحة، عكس نية مسبقة لفرض حلول أمريكية بعيدة عن متطلبات العدالة، مضيفًا أن “ثقة الفلسطينيين بالولايات المتحدة كوسيط انهارت منذ زمن، إذ لم تكن واشنطن يومًا وسيطًا نزيهًا في أي مرحلة من الصراع”.

وحول الدور المصري والقطري في الوساطة، أوضح القاسم أن “واشنطن تحدد متى تريد لهذا الدور أن يكون فعالاً ومتى تُحجمه، وهي من ترسم سقف تحركات هؤلاء الوسطاء”، مبينًا أن الانتقادات الخجولة الصادرة أحيانًا عنهم لا تعكس أي ضغط جاد على إسرائيل.

وعن مستقبل غزة السياسي، كشف القاسم أن الحديث الأمريكي يدور الآن حول صفقة تشمل الإفراج عن أسرى إسرائيليين مقابل نزع سلاح حماس، وتمكين إدارة دولية مدنية لإعادة إعمار القطاع، دون أي التزام بانسحاب إسرائيلي أو إنهاء الاحتلال، مؤكدًا أن حماس رفضت مؤخرًا أحد هذه المقترحات الأمريكية.

وختم القاسم حديثه بالقول إن “الولايات المتحدة تتعامل في سياستها الخارجية، خصوصًا في عهد ترامب، بطريقة مزاجية وعشوائية، مما يضع مستقبل الوساطات والحلول السياسية في حالة ضبابية، فيما يبقى الميدان هو البوصلة، وصمود المقاومة هو من يحدد شروط أي مبادرة قادمة”.

زر الذهاب إلى الأعلى