هل حققت عربات جدعون أهدافها؟ تقرير إسرائيلي صادم يكشف الحقيقة الكاملة

أنهى جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميًا عمليته البرية المحدودة شمال وجنوب قطاع غزة، المعروفة باسم “عربات جدعون”، بعد أربعة أشهر من المعارك التي فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة، وعلى رأسها إعادة الأسرى الإسرائيليين وضرب البنية التنظيمية لحركة حماس.

وبحسب تقرير مطوّل للمحلل العسكري “يؤآف زيتون” في صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن العملية أُغلقت بصورة درامية بعد استسلام ثلاثة عناصر من حماس في بلدة بيت حانون، وُصفت بأنها “صورة النصر” التي حاولت حكومة نتنياهو تسويقها داخليًا وخارجيًا، رغم افتقارها لأي إنجاز استراتيجي حقيقي.

وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية وجود حالة احتقان داخل أروقة القيادة العسكرية، حيث يحتدم الجدل حول جدوى استمرار العمليات العسكرية في القطاع، بالتزامن مع سحب وحدات قتالية وتخفيف الضغط الميداني. كبار الضباط انتقدوا قرار الحكومة بزيادة المساعدات الإنسانية لغزة، واعتبروا الخطوة رضوخًا للضغوط الدولية و”إقرارًا ضمنيًا” بسلاح التجويع الذي تتهمهم به حركة حماس.

وفي خضم هذا الإخفاق الميداني، يواصل الجيش تعزيز “المنطقة العازلة” شمالًا وجنوبًا، وسط مؤشرات على نية إسرائيل ضم أجزاء منها ضمن تفاهمات سياسية بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ما يعيد فتح الباب أمام بقاء حماس كقوة مقاومة فعلية، ويضع مصير الأسرى الإسرائيليين في مهب الريح.

ميدانيًا، تشير تقارير إلى أن مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات لا تزال عالقة على مشارف القطاع، بينما يُسمح بدخول نحو 200 شاحنة يوميًا فقط، بالتوازي مع عمليات إسقاط جوي رمزية من دول غربية، يراها الجيش مجرّد دعاية إنسانية لا تُغير شيئًا على الأرض.

قادة في وحدات النخبة أبدوا تحفظهم الشديد على إنهاء العمليات بهذه الصورة، معتبرين أن مواجهة التنظيمات غير النظامية تتطلب “تواجدًا ميدانيًا طويل الأمد” و”صبرًا استراتيجيًا”، محذرين من أن سياسة “اضرب واهرب” تُبدّد كل مكاسب العمليات السابقة.

وفي الخلفية، يستمر الكابينت الأمني الإسرائيلي في مناقشة خيارات “الاشتباك المحدود”، دون الانزلاق إلى حرب برية شاملة، في ظل إجهاد كبير تعانيه المؤسسة العسكرية وتصاعد في الانتقادات الداخلية والدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى