“انقسامات إسرائيلية و50 جنديًا قتيلًا: الكابينت يبحث «الخطة الصفرية» في غزة”

خاص – قناة القدس
ناقش الكابينت الإسرائيلي في جلسة استثنائية ما وصفه الإعلام العبري بـ”الخطة البديلة” لتحقيق أهداف الحرب، وسط تزايد الفشل العسكري والسياسي في قطاع غزة، وارتفاع حدة الضغوط الداخلية والخارجية على حكومة بنيامين نتنياهو.
وفي حديث لإذاعة “القدس”، اعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي د. أمجد شهاب أن اجتماع الكابينت لا يعكس خطة استراتيجية جديدة، بقدر ما يُظهر حالة التخبّط والعجز داخل المؤسسة الإسرائيلية. وأوضح أن الاحتلال كان يتوقع استسلام غزة منذ اليوم الخامس للعدوان، لكن المقاومة صمدت، وأفشلت كل محاولات الاحتلال لفرض واقع جديد.
وأشار شهاب إلى أن نتنياهو لا يملك أي خيار سوى الاستمرار، لأن التراجع يعني سقوطه السياسي. وأضاف: “نتنياهو يحاول بأي وسيلة الإيحاء بوجود تقدم أو نصر، رغم اعتراف كبار قادة الجيش بفشل كل المخططات، بدءًا من التهجير، مرورًا بتسليم غزة للعشائر، وانتهاءً بمحاولات تجويع القطاع”.
“نتنياهو أمام خيارين: السقوط أو الاستمرار، ولا يملك بديلًا ثالثًا”.
ـ د. أمجد شهاب
وفي ظل الحديث المتصاعد عن إعادة احتلال غزة بالكامل، أشار شهاب إلى وجود انقسام واضح بين القيادة السياسية والعسكرية. فقد عارض كل من رئيس الأركان ووزير الجيش هذا الطرح، لما له من تداعيات خطيرة، أبرزها احتمال وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجنود.
وسلّط الضوء على وثيقة عسكرية سرّبت حديثًا، تفيد بأن “حماس لا تشكل تهديدًا استراتيجيًا”، وأن الجيش استنفد خياراته منذ أشهر، مؤكدًا أن استمرار العمليات لا طائل منه سوى القتل والتدمير.
وعن سيناريو اجتياح ما تبقى من مناطق غزة، قال شهاب: “الجيش قادر نظريًا، لكنه يواجه معضلة الخسائر البشرية، وهو ما قد يؤدي إلى هزيمة استراتيجية حقيقية، خاصة في ظل فشل تحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة”.
وأضاف: “منذ مارس، خسر الجيش الإسرائيلي 50 جنديًا دون أن ينجح في تحرير أسير واحد، كما سُجّلت سبع حالات انتحار في صفوف الجنود خلال الشهر الأخير فقط، ما يعكس الضغط النفسي المتفاقم داخل المؤسسة العسكرية”.
وتابع: “إسرائيل أصبحت منبوذة دوليًا، والرأي العام العالمي بات يرى في غزة قضية أخلاقية تتجاوز البعد الفلسطيني، ما يضغط على الحكومات الغربية الداعمة لتل أبيب، ويهدد استمرارية الدعم السياسي والعسكري لها”.
أما عن رد المقاومة في حال إقرار سيناريو “الحسم العسكري”، فقد حذر شهاب من أن المقاومة أعطت صلاحيات كاملة لأسرى الاحتلال بالتعامل مع ملف الأسرى كما يرونه مناسبًا، مشيرًا إلى أن فشل الاحتلال في هذا الملف قد يؤدي إلى انهيار “العقد الاجتماعي” الذي قامت عليه إسرائيل منذ تأسيسها.