تفاصيل خطيرة…ماذا يخطط كوشنر وبلير وترامب لغزة!

قالت مصادر أميركية إن توني بلير وجاريد كوشنر ناقشا مع ترامب “أفكاراً حول إدارة غزة دون سيطرة حماس”
وفق هذه الرؤية، فإن التصعيد العسكري ليس إلا تمهيداً لمرحلة سياسية جديدة، تُرسم ملامحها في الغرف المغلقة، بمشاركة شخصيات خبرت ملفات الشرق الأوسط سابقاً مثل بلير، وأخرى لعبت دوراً في مشاريع واشنطن السابقة مثل كوشنر.
وفي ذات السياق، قال عضو مجلس الشيوخ المصري الدكتور عبد المنعم سعيد لسكاي نيوز العربية، إن ما يحدث “متوقع منذ أسابيع”، مشيراً إلى أن الهدف الحقيقي من العمليات هو الدفع نحو التهجير القسري للفلسطينيين.
وأوضح سعيد أن “إسرائيل” تسعى إلى حشر السكان في منطقة محدودة جنوب القطاع، ثم ترك الباب مفتوحاً أمام من يريد الخروج إلى دول أخرى.
وأضاف أن بعض الدول استقبلت بالفعل مئات من الفلسطينيين، لكن الأعداد تبقى محدودة.
هذا السيناريو، بحسب رأيه، يتم ترتيبه بتنسيق مع الولايات المتحدة وعدة أطراف دولية
وأشار عبد المنعم سعيد إلى أن ترامب قال لنتنياهو إن أمامه أسبوعين لإنهاء المهمة، وهذا يعكس تنسيقاً دقيقاً بين واشنطن وتل أبيب: الأول يوفر الغطاء السياسي والدبلوماسي، والثاني ينفذ التصعيد العسكري على الأرض.
لكن هذا الإطار الزمني يضع حماس أيضاً تحت ضغط، حيث تسعى إلى قلب المعادلة عبر استخدام ورقة الرهائن للتأثير في الرأي العام الإسرائيلي، وخلق حالة ردع نفسي لدى القيادة السياسية والعسكرية.
ويرى عبد المنعم سعيد، أن مصر حضرت العالم لهذه اللحظة منذ بداية الأزمة، مؤكدة أنها لن تتحمل تبعات التهجير القسري.
وأضاف أن القاهرة ترفض أن تمر خطة ترحيل الفلسطينيين مرور الكرام، وتؤكد أن أي دخول إسرائيلي إلى أراضيها سيقود إلى نتائج وخيمة على المنطقة بأسرها.
هذا الموقف المصري يمثل حجر عثرة أمام المشاريع الإسرائيلية التي قد تراهن على نقل الفلسطينيين إلى الخارج.
ومن هنا، تصبح الدبلوماسية المصرية لاعباً أساسياً في أي ترتيبات تخص “اليوم التالي”، المرحلة الحالية من الحرب، كما وصفها سعيد، لا تزال تمهيدية، حيث تضع “إسرائيل” قواعد عسكرية داخل القطاع، وتنسق عملياتها عبر الأقمار الصناعية وبدعم أميركي متواصل، لكن حسم هذه المعركة لن يتحقق إلا بقرار من حماس بوقف القتال أو تغيير استراتيجيتها.
في المقابل، تستمر اللقاءات السياسية في واشنطن ولندن لترتيب المستقبل، وجود كوشنر وبلير على خط التشاور يعكس محاولة جادة لرسم مسار سياسي يتكامل مع العمليات العسكرية.
بمعنى آخر، الميدان والقاعات المغلقة يسيران في خطين متوازيين نحو هدف واحد: إقصاء حماس وإعادة صياغة واقع غزة.
الاجتماع الذي جمع ترامب بكوشنر وبلير ليس تفصيلاً عابراً في سياق الحرب على غزة، بل هو جزء من لوحة أكبر يتداخل فيها العسكري بالسياسي، والداخلي بالإقليمي.
التصعيد الميداني الإسرائيلي يهدف إلى إضعاف حماس وخلق واقع جديد على الأرض، فيما يجري في الكواليس إعداد سيناريوهات لما بعد الحرب، تراهن على إدارة غزة من دون حماس.
وفي قلب هذا المشهد، يظهر الدور الأميركي عبر ترامب وكوشنر، والدور البريطاني عبر بلير، لترتيب مآلات مرحلة حرجة قد تعيد رسم ملامح القضية الفلسطينية برمتها.
وكانت قد أعلنت “إسرائيل” مدينة غزة منطقة قتال خطيرة، وشرعت في تكثيف عملياتها العسكرية على مشارفها.
وتحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي عن “إعلان نتنياهو أن الحرب ستنتهي في غزة كما بدأت، بدا أقرب إلى شعار سياسي منه إلى خطة واضحة”
و حتى الآن، لم تستطع “إسرائيل” القضاء على قدرات حماس، بل تحولت المواجهة إلى حرب عصابات، وفق توصيف جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه.