هجمات واسعة للمستوطنين في شمال ووسط وجنوب الضفة

اقتحم مستوطنون إسرائيليون، السبت، تجمعات وقرى فلسطينية، في الضفة الغربية المحتملة، واعتدوا على بعض السكان الفلسطينيين، وأطلقوا أغنامهم لتخريب مزروعاتهم، كاشفين عن نيتهم إقامة مستوطنة جديدة.
وتوزعت اقتحامات المستوطنين في محافظتي بيت لحم (جنوب) ورام الله (وسط)، بحسب بيانات منظمة البيدر الحقوقية للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة.
وأوضحت “البيدر” أن “مجموعة من المستوطنين اقتحموا قرية كيسان شرق بيت لحم، داهموا الأراضي الزراعية، وهاجموا الأهالي، دون الإبلاغ عن إصابات، وأطلقوا أغنامهم التي عاثت خرابا”.
وفي منطقة خلايل اللوز جنوب بيت لحم، قالت منظمة البيدر إن مجموعة من المستوطنين أطلقوا صباح السبت مواشيهم في أراض زراعية لعائلة صويص العبيات، ما أدى إلى إتلاف جزء من المحاصيل المزروعة.
كما أفادت المنظمة بأن “مجموعة مستوطنين أعلنوا نيتهم إقامة بؤرة استيطانية في منطقة “رجم الناقة” شرق قرية الرشايدة، جنوب بيت لحم، “في خطوة تعتبر تهديدًا مباشرًا للأراضي وحقوق السكان”.
ونقلت المنظمة الحقوقية مقطعًا مصورًا، يتحدث فيه رئيس المجلس الاستيطاني بمستوطنة “عتصيون” يارون روزنتال، ويعلن عن النية لإقامة بؤرة استيطانية في منطقة رجم الناقة شرق الرشايدة.
وأوضحت “البيدر” أن “هذه الخطوة تأتي في سياق سلسلة من المحاولات المتكررة للمستوطنين، للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، خاصة تلك التي تحظى بأهمية تاريخية واستراتيجية”.
وأشارت إلى أن “رجم الناقة كان موقعًا للجيش الأردني تم بناؤه عام 1956، ويقع على بعد حوالي 10 كم شرق قرية الرشايدة.
ولفتت إلى أن “المنطقة تستغل لأعمال الرعي والزراعة، ما يجعل أي استيطان جديد تهديدًا مباشرًا لمصدر رزق السكان الفلسطينيين ويضاعف من معاناتهم الاقتصادية”.
وفي رام الله، أفادت منظمة البيدر بأن “مجموعة من المستوطنين اقتحمت صباح اليوم منطقة “الخلايل” في قرية المغير شمال شرق المدينة، وتجولت داخل أراضي المواطنين الزراعية بطريقة استفزازية، ترافقها قوات من الجيش الإسرائيلي

وفي يطا جنوب الخليل قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب إن طواقمها نقلت إلى المستشفى “3 إصابات نتيجة اعتداء من قبل المستوطنين في (منطقة) مسافر يطا (جنوب الخليل)، من ضمنهم اثنان من المتضامنين الأجانب”.
وقال أسامة مخامرة، الناشط في رصد الانتهاكات الإسرائيلية جنوب مدينة الخليل، إن عددا من المستوطنين هاجموا تجمع “الفخيت” في مسافر يطا، واعتدوا على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وأضاف مخامرة، أن الاعتداء أسفر عن إصابة سيدة برضوض، إلى جانب إتلاف ممتلكات بينها أعلاف للأغنام.
وفي شمال مدينة الخليل، رصدت منظمة “البيدر” للدفاع عن حقوق البدو، انتشار مستوطنين في شارع حيوي قرب بلدة سعير.
وقالت المنظمة، في بيان، إن “أربعة مستوطنين اقتحموا منطقة واد سعير شمال شرق الخليل، ونفذوا أعمالا استفزازية شملت محاولة إشعال النار في الأراضي الزراعية”.
وأشارت إلى أن “الاعتداءات المتكررة تستهدف الأرض وأصحابها، وتفاقم التوتر في المنطقة، حيث يعيش السكان ضغوطا متواصلة نتيجة استمرار الاقتحامات والاعتداءات”.
وشمالي الضفة، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” أن مستوطنين هاجموا المواطنين في تجمع “الحمّة” بالأغوار الشمالية.
وأوضحت الوكالة أن “مجموعة من المستوطنين هاجمت مساكن المواطنين واعتدت عليهم، بينهم مواطن ونجله تعرضا للضرب”.
وخلال أغسطس/ آب الماضي، ارتكب المستوطنون 431 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، ووفقا لمعطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية .
وتراوحت الاعتداءات بين هجمات مسلحة على قرى فلسطينية، وفرض وقائع على الأرض، وإعدامات ميدانية، وتخريب وتجريف أراض، واقتلاع أشجار.
وتقدر الهيئة عدد الإسرائيليين في مستوطنات الضفة الغربية بنحو 770 ألفا “يتمركزون في 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 136 بؤرة زراعية رعوية”.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، ويقوض إمكانية تنفيذ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وتدعو منذ عقود إلى وقفه دون جدوى.

زر الذهاب إلى الأعلى