تبادل قوائم الأسرى وحضور وفود الوسطاء إلى شرم الشيخ

تتواصل مفاوضات غزة في شرم الشيخ بمصر، اليوم الأربعاء، إذ تحضر وفود الوسطاء من قطر وتركيا والولايات المتحدة، بينما أعلنت حركة حماس تبادل قوائم الأسرى. وقال موقع أكسيوس، إنّ مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهره، جاريد كوشنر، وصلا صباح اليوم الأربعاء، إلى شرم الشيخ في مصر، للمشاركة في مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين وإنهاء حرب الإبادة على غزة والتي أتمت عامها الثاني، في وقت تضغط فيه واشنطن للتوصل إلى اتفاق في أيام.
ووصل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى شرم الشيخ، بحسب ما ذكر التلفزيون العربي، ومن المقرر انضمام رئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم كالن، إضافة إلى كبير مستشاري نتنياهو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، إلى المحادثات. وبدأت المحادثات غير المباشرة بين ممثلي إسرائيل وحماس يوم الاثنين، وأحرزت بعض التقدم، دون التوصل إلى الحسم في بعض النقاط، فيما تسود آمال للتوصل إلى اتفاق خلال أيام خاصة مع زيادة الضغوط على الجانبين.
في الأثناء، قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو من شرم الشيخ، إن ّوفد الحركة قدّم “الإيجابية والمسؤولية اللازمة لإحراز التقدم المطلوب وإتمام الاتفاق”، مشيراً إلى أنّ الوسطاء يبذلون جهوداً كبيرة لإزالة أي عقبات أمام خطوات تطبيق وقف إطلاق النار، وأن “روحاً من التفاؤل تسري بين الجميع”. وأكد بحسب بيان أوردته حركة حماس على قناتها في تطبيق تليغرام، أنّ المفاوضات تركزت حول آليات تنفيذ إنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع وتبادل الأسرى، وأنه جرى اليوم الأربعاء “تبادل كشوفات الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم وفق المعايير والأعداد المتفق عليها”.
إلى ذلك، أكد مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس، أنّ حماس ناقشت خلال المباحثات في شرم الشيخ “الخرائط المبدئية التي قدمها الجانب الإسرائيلي للانسحاب، إضافة الى آلية تبادل الأسرى والمواعيد”. وأوضح أن “حماس تصرّ على ربط مواعيد تسليم الأسرى مع مواعيد الانسحابات الإسرائيلية”.
إلى ذلك، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنه “يسمع أموراً مشجعة للغاية من محادثات إنهاء الحرب على غزة”. ودعا خلال كلمته في حفل تخريج دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لحضور توقيع اتفاق وقف الحرب، في مصر، إذا تم التوصل إليه. وبدوره، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن ترامب طلب من تركيا العمل على “إقناع” حركة حماس بالموافقة على خطته لإنهاء الحرب. وقال أردوغان لصحافيين خلال رحلة العودة من أذربيجان، بحسب تصريحات وزّعتها الرئاسة التركية الأربعاء، “خلال زيارتنا الى الولايات المتحدة واتصالنا الهاتفي الأخير، شرحنا لترامب كيف يمكن الوصول الى حلّ في فلسطين. طلب بالتحديد أن نلتقي حماس ونقنعهم”.
وأمس الثلاثاء، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في كلمة إنّ حكومته مصرة على تحقيق جميع أهداف الحرب وأضاف “نعيش أياماً مصيرية وحاسمة، وسنواصل العمل لتحقيق جميع أهداف الحرب: إعادة جميع المخطوفين، والقضاء على حكم حماس، وضمان ألا يشكّل قطاع غزة تهديداً لإسرائيل مرة أخرى”.
وكان ترامب قد التقى يوم أمس الثلاثاء الفريقَ الأعلى للأمن القومي لمناقشة تقدم مفاوضات غزة قبل مغادرة ويتكوف وكوشنر إلى مصر، كما التقى الأسيرَ الإسرائيلي المفرج عنه عيدان ألكسندر وعائلته (أفرجت عنه حركة حماس قبل عدة أشهر)، إضافة إلى لقائه عائلة الجندي الإسرائيلي (يحمل الجنسية الأميركية) عومر نيوترا الذي قتل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واحتجزت حركة حماس جثته.
وقال “أكسيوس” نقلاً عن مصدرين شاركا في الاجتماعات، إن ترامب أبلغ العائلات بأنّ الثماني والأربعين ساعة المقبلة ستكون حاسمة بشأن التوصل إلى اتفاق، في حين عبّر مسؤولون أميركيون كبار للموقع عن تفاؤلهم الحذر بشأن فرص التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، مؤكدين أن كوشنر وويتكوف لن يغادرا مصر دون اتفاق على إطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب.
واعتبر ترامب أمس أن هناك “فرصة حقيقية” للتوصل إلى اتفاق سلام في غزة، من دون أن يحسم بشأن ضمان التزام إسرائيل بعدم العودة إلى الحرب مجدداً بعد إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، مكتفياً بالقول “سنفعل كل ما هو ممكن للتأكد من التزام الجميع بالصفقة”، في وقت قال فيه رئيس حركة حماس خليل الحية في مقابلة تلفزيونية من شرم الشيخ، إن حماس “تريد ضمانات من الرئيس ترامب والدول الراعية لتنتهي الحرب إلى الأبد”.