لهذه الأسباب عُقدت قمة “شرم الشيخ” بدون نتنياهو

بين تذرع بالأعياد اليهودية، أو تجنب مصافحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، انحصرت تبريرات مكتب رئيس وزراء الاحتلال وعدة وسائل إعلام في “إسرائيل”، بشأن عدم مشاركة نتنياهو في قمة شرم الشيخ، ومراسم اتفاق وقف الحرب في غزة.
واختتمت القمة التي عقدت، الاثنين، برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الأمريكي ومشاركة أكثر من 20 من قادة وزعماء العالم.
وتركزت أعمال القمة على “التأييد والدعم المطلق لاتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة، والذي تم إبرامه يوم 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، وبوساطة كل من مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا”، وفق بيان الرئاسة المصرية.
وأثارت عدم مشاركة نتنياهو في القمة، علامات استفهام كبرى، وعمقت التحليلات السياسية، بخاصة أنه أعلن بداية نيته حضور القمة، وما أن لبث أن تراجع عن ذلك بغضون أقل من 40 دقيقة.
الأعياد اليهودية
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن قرار الغياب مرتبط بالأعياد اليهودية من جهة، والحرج من مصافحات لا يرغب بها نتنياهو، بخاصة مع الرئيس محمود عباس.
لكن وسائل إعلام تركية وعربية، ربطت القرار بتهديدات الرئيس التركي ورئيس الوزراء العراقي، بالانسحاب من القمة في حال حضور رئيس وزراء الاحتلال.
المراسلة الإسرائيلية دفنا ليئيل، كشفت أن نتنياهو يخشى اندلاع أزمة سياسية مع بن غفير وسموتريتش، بسبب لقاء محتمل مع أبو مازن وأردوغان في مؤتمر شرم الشيخ، أكثر مما خشي من أزمة مع الأحزاب الحريدية على “انتهاك قدسية العيد اليهودي”.
فيما رأى الصحفي الإسرائيلي ميخائيل شيمش، بأن نتنياهو لم يُرِد أن يُفسِد “قدسية العيد” بمصافحة يد أبو مازن، وفق تعبيره.
تهديد تركي وعراقي
وفي تركيا، تواردت أنباء أن طائرة الرئيس أردوغان تجاوزت عمدا مدرج مطار شرم الشيخ الدولي، بعد ورود معلومات أثناء تحليق الطائرة، تفيد بأن نتنياهو سيشارك في القمة، حيث أشارت إلى أن أردوغان أعطى تعليمات للطيارين بعدم الهبوط فورا وتجاوز المدرج.
وأشارت وسائل إعلام تركية مقربة من الحكومة، إلى تصريح لأحد الصحفيين كان على متن الطائرة الرئاسية جاء فيه: “عندما كانت عجلات الطائرة ستلامس المدرج، رأينا الطائرة تسرع وتعود للتحليق، وواصلت التحليق لبعض الوقت فوق البحر الأحمر، قبل أن تهبط في مطار شرم الشيخ بعد إلغاء زيارة نتنياهو”.
من جهتها، أوضحت هيئة البث الإسرائيلية بأن نتنياهو قرر في اللحظات الأخيرة عدم السفر إلى شرم الشيخ، رغم إعلان رسمي مصري سابق عن مشاركته.
وأشارت صحيفة “يديعوت احرونوت” إلى المزيد مما وراء الكواليس، وقالت إن “إسرائيل” لم تُدعَ في الأصل إلى القمة، لكن بعد زيارة ترامب إلى الكنيست الإسرائيلي، جرت مكالمة ثلاثية بين ترامب ونتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو أول اتصال مباشر بين الأخيرين منذ نحو عامين ونصف، وبعد هذه المكالمة، أصدر القصر الرئاسي المصري بيانًا يؤكد مشاركة نتنياهو في القمة، ما أثار تساؤلات حول طبيعة التغيير المفاجئ.
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، فإن المكتب الرسمي لنتنياهو برّر الإلغاء بقرب الأعياد اليهودية، وخشية إثارة غضب أحزاب “الحريديم” (اليهود المتشددين دينيًا)، الذين يعارضون بشدة السفر خلال الأعياد.
كما أثارت مشاركة الرئيس عباس مخاوف داخل أوساط اليمين الإسرائيلي، خصوصًا من احتمال حدوث مصافحة معه، أو مع الرئيس التركي، ما قد يُغضب قاعدة نتنياهو الانتخابية.
ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقة بين نتنياهو والسيسي شهدت توتّرًا كبيرًا منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، إذ رفض الرئيس المصري تلقي مكالمات من نتنياهو طوال الأشهر الماضية.
ورغم محاولة ترامب دفع نتنياهو للمشاركة، فإن التقييم الإسرائيلي كان أن السيسي لن يشعر بالارتياح لاستضافة رئيس وزراء إسرائيلي في ظل تصاعد التوتر بينهما.