من ممثل ثائر إلى مطبع مع الاحتلال.. سقوط القناع عن الممثل السوري نوار بلبل

من “أبو يوسف الفلسطيني” إلى داعٍ للسلام مع الاحتلال

قناة القدس | في تحولٍ مثير للجدل، فجّر الممثل السوري نوار بلبل موجة من الغضب بعد ظهوره في برنامج للإعلامية زين كارزون، معلنًا بوضوح ترحيبه بالتطبيع مع إسرائيل، ومؤكدًا أن “السلام جاي جاي… وبكل تأكيد راح أرحب فيهم…”.

هذه التصريحات لم تأتِ من شخصية عادية، بل من فنان كان قد بنى شعبيته وتجسدت صورته في أذهان الجمهور العربي كمقاوم وثائر، لا سيما بعد مشاركته في المسلسل الشهير “باب الحارة”، حيث لعب دور “أبو يوسف الفلسطيني”، المناضل الذي جاء إلى سوريا حاملاً السلاح لمقاومة الاحتلال الفرنسي، واستشهد في سبيل حرية الشعوب.

انقلاب في المواقف

نوار بلبل الذي اعتبره البعض أيقونة رمزية للمقاومة والكرامة، تحوّل فجأة إلى وجه من وجوه التطبيع، متحدثًا بلغة لا تمت بصلة للثورة التي كان يدّعي الانتماء إليها، ولا لقضية الشعب الفلسطيني التي يعتبرها الشرفاء قضية العرب أجمعين الذي قتل أبناؤه بدمٍ بارد على يد الاحتلال الإسرائيلي، ولا حتى لوطنه سوريا الذي لا تزال أجزاء من أرضه محتلة من قبل ذات الكيان.

وفي البرنامج، حين سألته كارزون عن الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ سورية، جاء رده باردًا وباهتًا، “يا جاري أنت بدارك وأنا بداري”، متجاهلًا عمق الجراح، ودماء الضحايا، وقضية ما زالت تنزف منذ أكثر من 75 عامًا.

الاحتلال لم يكتفِ بفلسطين… بل قصف السوريين أيضًا

المثير أن هذه التصريحات لم تأتِ في فراغ. فإسرائيل لم تحتل فقط الجولان السوري منذ 1967، بل شنت في السنوات الأخيرة عشرات الغارات على مناطق سورية، راح ضحيتها مدنيون وعسكريون، ودُمرت منشآت ومبانٍ في دمشق وريفها، وحلب، والجنوب السوري.
فكيف يمكن لفنان سوري أن ينسى هذه الاعتداءات، ويتحدث عن “السلام والتفاهمات” وكأن الدم السوري لم يُسفك؟!

التمثيل انكشف… وسقط القناع

تصريحات بلبل كشفت التناقض بين من كان “يمثل” الثورة، وبين ما يعلنه اليوم من مواقف تتنكر لثورة سوريا نفسها، ولحق شعوب بأكملها في التحرر من الاحتلال. لقد كان يتغنى بحرية السوريين، فكيف له أن يتناسى حرية الفلسطينيين، وأراضي سوريا المحتلة، وضحايا الغارات الذين سقطوا بصواريخ إسرائيل؟

فأي حرية تلك التي يطالب بها، إن كان لا يعترف بحرية الشعوب الأخرى؟
وهل الثورة انتقائية؟ هل من ينادي بحرية شعبه، يملك أن يصمت عن احتلال شعب آخر وقتله وتشريده؟!

سقوط أخلاقي أم خيانة فنية؟

نوار بلبل لم يعبّر عن رأي سياسي فقط، بل خذل ذاكرة من صدّقوه، وأسقط صورة مناضلٍ كان مجرد أداء تمثيلي. لقد خان الثورة التي ادّعى الانتماء إليها، وتنكّر لقضية الفلسطينيين الذين سالت دماؤهم إلى جانب دماء السوريين، على يد ذات العدو.

لقد مثّل… فقط مثّل.

زر الذهاب إلى الأعلى