زيارة غير عادية .. هل اقتربت صفقة التبادل؟

في تطور مفاجئ وغير متوقع، يعود اسم المبعوث الأميركي للشرق الأوسط “ستيف ويتكوف” إلى الواجهة مجددًا، مع إعلان زيارته المرتقبة إلى المنطقة اليوم 31/يوليو. الزيارة التي لم تُخطَّط مسبقًا تُثير تساؤلات واسعة في تل أبيب وواشنطن: هل باتت صفقة التبادل قريبة إلى هذا الحد؟ أم أن العقبات السياسية قد تعيد الأمور إلى نقطة الصفر؟ خلف الكواليس، تدور صراعات دقيقة بين أطراف متشابكة، وسط ما تصفه واشنطن بـ “نافذة فرص ضيقة” يجب اقتناصها فورًا.

بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن زيارة ويتكوف للمنطقة تمثّل مؤشرًا استثنائيًا على أن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس تقترب أكثر من أي وقت مضى. ويتكوف كان قد صرّح سابقًا أنه لن يعود إلى المنطقة إلا إذا رأى تقدمًا ملموسًا في المفاوضات، ما يجعل وصوله في هذا التوقيت إشارة واضحة على وجود فرصة جدية.

لكن هذا الحراك الدبلوماسي لا يخلو من المخاوف. ففي الأراضي المحتلة والولايات المتحدة، تسود حالة من القلق من أن يُفشل الوزيران المتطرفان “إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش” الصفقة عبر ضغوط مباشرة على رئيس وزراء الاحتلال “بنيامين نتنياهو”، وتشير التقديرات إلى أن ويتكوف قد يطلب لقاءً معهما في محاولة لتليين مواقفهما وإقناعهما بعدم عرقلة الاتفاق عند لحظة الحسم.

الأميركيون يعتقدون أن الوضع الميداني يعكس إشارات إيجابية، وأن هناك فرصة نادرة تستدعي تدخلاً مباشرًا وشخصيًا. وفي تل أبيب، لا يُنظر إلى الزيارة على أنها دعم للموقف الإسرائيلي فقط، بل كوسيلة للضغط على الطرفين “الاحتلال وحماس” بهدف دفع المفاوضات تقدمًا.

وبحسب الصحيفة، عقد “نتنياهو” مساء أمس جلسة مشاورات أمنية مصغرة لمناقشة تطورات الصفقة، وتُدرس احتمالية إرسال وفد إسرائيلي جديد إلى العاصمة القطرية الدوحة أو العاصمة المصرية القاهرة لاستكمال المفاوضات غير المباشرة التي تترنح بين التقدم والتعثر.

الزيارة المفاجئة لويتكوف، والتحركات السياسية المرتبكة داخل حكومة الاحتلال، تُعيد خلط الأوراق من جديد. فإما أن نشهد تقدمًا تاريخيًا يطوي صفحة من المعاناة ويضع حدًا لسياسة القمع والاحتلال، أو عودةً إلى المراوحة والمزايدات السياسية التي تُبقي مصير الصفقة معلّقًا في مهب الريح! المشهد يتغيّر سريعًا، لكن الاحتلال مستمر في ممارساته القمعية بلا توقف، وما زالت التساؤلات مفتوحة: من يحسم لحظة الحقيقة؟ السياسة أم إرادة الشعب ومقاومته؟

زر الذهاب إلى الأعلى