أرقام قياسية …انتهاكات غير مسبوقة في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”

خاص – اذاعة القدس:
شهد المسجد الأقصى المبارك يومًا استثنائيًا من التصعيد والانتهاك، مع تسجيل أرقام غير مسبوقة في أعداد المقتحمين، يتقدمهم وزراء في حكومة الاحتلال، على رأسهم إيتمار بن غفير، في مشهد اعتبره مراقبون تغييرًا خطيرًا للوضع القائم وتكريسًا رسميًا لتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا.
في سابقة خطيرة، اقتحم أكثر من 4369 مستوطنًا متطرفًا المسجد الأقصى المبارك أمس، في ذكرى ما تُسمى “خراب الهيكل”، يتقدمهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال، التي منعت الفلسطينيين من دخول المسجد وفتحت أبوابه للمقتحمين.
واعتبر الصحفي المختص بشؤون القدس، عدي جعار، أن ما جرى يمثل تحولًا استراتيجيًا في وضع المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء، سواء من حيث العدد أو نوعية الانتهاكات.
وقال جعار في لقاء عبر إذاعة “القدس”:
“ما حدث ليس تصعيدًا عابرًا، بل هو محاولة فرض واقع جديد في الأقصى وتحويله إلى كنيس يهودي. شهدنا بالأمس تنفيذ طقوس تلمودية جماعية، إدخال لفائف التيفيلين، رفع أعلام الاحتلال، أداء رقصات دينية، بل وحتى محاولات لإدخال ما يسمى ‘تابوت الشريعة’.”
أرقام مقلقة
وفق جعار، فإن يوم أمس شهد تسجيل أعلى عدد مقتحمين في تاريخ الأقصى منذ احتلاله عام 1967، متجاوزًا الأرقام التي سُجلت في الأعياد اليهودية السابقة:
عام 2020: 1100 مقتحم
2021: 1520
2022: 2201
2023: 2180
2024: 2959
2025: 4369 (أعلى رقم حتى اليوم)
وأضاف:
“المستوطنون لم يكتفوا بالعدد، بل بكسر كل ما كان محظورًا سابقًا داخل المسجد، مستفيدين من الدعم الرسمي ووجود وزراء يقودون هذه الاقتحامات.”
ردود أردنية باهتة؟
وحول الموقف الأردني، أشار جعار إلى أن بيانات وزارة الأوقاف الأردنية رغم تحذيراتها، “لا تكفي أمام هذا التغول”، مضيفًا:
“نحن في مرحلة ما بعد المجازر في غزة، والمطلوب اليوم خطوات على الأرض، وليس فقط استنكارات لفظية.”
السيناريوهات القادمة:
ختامًا، حذر جعار من أن عام 2025 قد يكون عام “الأرقام القياسية السوداء”، مضيفًا:
“إن استمرار صمت العالم العربي والإسلامي على هذا التصعيد قد يُمهّد لسيناريو كارثي يتمثل في محاولة هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.”